إنما الأمر أنف: أي مستأنف استئنافا من غير أن يكون سبق به سابق قضاء وتقدير، وإنما هو مقصور على اختيارك ودخولك فيه. النهاية (١/ ٧٥). ولسان العرب (١/ ٢٣٨). (٢) الجعد بن درهم، عداده في التابعين، مبتدع ضال. زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى، فقتل على ذلك بالعراق يوم النحر، والقصة مشهورة. " وللجعد أخبار كثيرة في الزندقة ": منها: أنه جعل قارورة ترابا وماء فاستحال دودا وهوام، فقال: أنا خلقت هذا لأنني كنت سبب كونه فبلغ ذلك جعفر بن محمد، فقال: ليقل كم هو- وكم الذكران منه والإناث- إن كان خلقه، وليأمر الذي يسعى إلى هذا أن يرجع إلى غيره، فبلغه ذلك فرجع " اهـ. ولما ظهر قول الجعد بخلق القرآن تطلبه بنو أمية فهرب منهم فسكن الكوفة فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه ولم يكن له كثير أتباع غيره. ثم يسر الله تعالى قتل الجعد على يد خالد بن عبد الله القسري الأمير، قتله يوم عيد الأضحى بالكوفة، وذلك لأن خالدا خطب الناس فقال في خطبته تلك: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا، ثم نزل فذبحه في أصل المنبر. أخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " رقم (٣) و" التاريخ الكبير " (١/ ٦٤) والدارمي في الرد على الجهمية. ص٧، ١٣ وفي " الرد على المريسي " ص ١١٨. والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٢٥٤، وفي "السنن الكبرى" (١٠/ ٢٠٥ - ٢٠٦) والآجري في الشريعة (ص ٩٧، ٣٢٨). وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن حبيب. وقال الألباني في " مختصر العلو ": لكنه يتقوى بالذي بعده، فإن إسناد خبر منه ولعله لذلك جزم العلماء بهذه القصة. انظر البداية والنهاية لابن كثير (٩/ ٣٦٤ - ٣٦٥). الميزان (١/ ٣٩٩ رقم ١٤٨٢) ولسان الميزان (٢/ ١٠٥).