للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مواردها ومصادرها، كالطوائف التي أرادت بالمظاهر التي تظاهرت بها كياد الإسلام وأهله، والسعي في التشكيك فيه بإيراد الشبه وتقرير الأمور المفضية إلى القدح في الدين، وتنفير أهله عنه؟!.

وعند هذا تعلم أن خير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع، وأن الحق الذي لا شك فيه ولا شبهة، هو ما كان عليه خير القرون، ثم الذين يلونهم [٢أ]، ثم الذين يلونهم (١)، وقد كانوا رحمهم الله، وأرشدنا إلى الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم يمرون أدلة الصفات على ظاهرها، ولا يتكلفون علم ما لا يعلمون ولا يحرفون ولا يؤلون.

وهذا المعلوم من أقوالهم وأفعالهم، والمتقرر من مذاهبهم. ولا يشك فيه شاك، ولا ينكره منكر، ولا يجادل فيه مجادل. وإن نزغ من بينهم نازغ، أو نجم في عصرهم ناجم، أوضحوا للناس أمره، وبينوا لهم أنه على ضلالة، وصرحوا بذلك في المجامع والمحافل، وحذروا الناس من بدعته، كما كان منهم لما ظهر معبد الجهني (٢) وأصحابه.


(١) يشير إلى حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته ".
أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٦٥٢) ومسلم في صحيحه رقم (٢٥٣٣) والترمذي رقم (٣٨٥٩) وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرج مسلم في صحيحه رقم (٢٥٣٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم" والله أعلم أذكر الثالث أم لا.
قال: " ثم يخلف قوم يحبون السمانة، يشهدون قبل أن يستشهدوا ".
وأخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٦٥١) ومسلم في صحيحه رقم (٢٥٣٥) بلفظ " خيركم ... ".
وأخرج مسلم في صحيحه رقم (٢٥٣٦) عن عائشة قالت: سأل رجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي الناس خير؟ قال: "القرن الذي أنا فيه ثم الثاني، ثم الثالث".
(٢) يقال: هو ابن عبد الله بن عكيم ويقال: ابن عبد الله بن عويمر، ويقال ابن خالد. وكان رأسا في القدر، وهو أول من تكلم في القدر بالبصرة، قدم المدينة فأفسد بها أناسا وذكره أبو زرعة في الضعفاء ومن تكلم فيهم.
وقال الدارقطني: حديثه صالح ومذهبه رديء.
قال الأوزاعي: أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق، يقال له سوس، كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد، وقال مرحوم بن عبد العزيز العطار عن أبيه وعمه: كان الحسن يقول: إياكم ومعبدا فإنه ضال مضل. مات بعد الثمانين وقبل التسعين.
انظر تهذيب التهذيب (١٠/ ٢٠٣ - ٢٠٤ رقم ٤١٦).