للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال (١) ممن اشتغل بطلب هذا المحال، فلم يظفر بغير القيل والقال:

العلم للرحمن جل جلاله ... وسواه في جهلاته يتغمغم

ما للتراب وللعلوم وإنما ... يسعى ليعلم أنه لا يعلم

بل اعترف كثير من هؤلاء المتكلفين بأنه لم يستفد من تكلفه وعدم قنوعه بما قنع به السلف الصالح إلا بمجرد الحيرة التي وجد عليها غيره من المتكلفين فقال: (٢)


(١) فخر الدين الرازي محمد بن عمر القرشي المتوفى ٦٠٦ هـ فقد سطر في آخر عمره اعترافه بفساد علم الكلام وبطلانه فقال: " لقد تأملتُ الطرقَ الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات: (الرحمن على العرش استوى) [طه: ٥] و (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر: ١٠] وأقرأ في النفي: (ليس كمثله شيء) [الشورى: ١١] (ولا يحيطون به علما) [طه: ١١٠] (هل تعلم له سميا) [مريم: ٦٥].
من جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي وأنشد:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وقال: من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز.
انظر: درء التعارض (١/ ٦٦٠)، الحموية (ص ٢٠٧ - ٢٠٨) البداية والنهاية (١٣/ ٥٦)، منهاج السنة (٥/ ٢٧١).
(٢) وهو أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتوفى سنة ٥٤٨ هـ أو ٥٤٩ هـ فقد ورد عنه أنه قال: " عليكم بدين العجائز فهو من أسنى الجوائز ".
وأخبر عما انتهى إليه أمر هؤلاء الفلاسفة والمتكلمين من الحيرة، والندم وقد كان منهم ثم أنشد:
لقد طفت في تلك المعاهد ...
وقد رد عليه الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله تعالى بقوله:
لعلك أهملت الطواف بمعهد ... الرسول ومن والاه من كل عالم
فما حار من يهدي بهدي محمد ... ولست تراه قارعا سن نادم
انظر: ديوان الإمام الصنعاني ص٣٦٩، وانظر: ترجمة أبو الفتح وكلامه، درء التعارض (١/ ١٥٩) منهاج السنة (٥/ ٢٧٠) الفتوى الحموية ص ٧.