(٢) والخلاصة: إن " علو الله تعالى " ثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع. أما الكتاب: فقد تنوعت دلالته على ذلك: فتارة بلفظ "العلو" و"الفوقية" و"الاستواء" على العرش " و" كونه في السماء ": قال تعالى: (وهو العلي العظيم) [البقرة: ٢٥٥]. قال تعالى: (وهو القاهر فوق عباده) [الأنعام: ١٨]. قال تعالى: (الرحمن على العرش استوى) [طه: ٥]. وتارة بلفظ صعود الأشياء وعروجها ورفعها إليه: قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب) [فاطر: ١٠]. قال تعالى: (تعرج الملائكة والروح إليه) [المعارج: ٤]. قال تعالى: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) [آل عمران: ٥٥]. وتارة بلفظ " نزول الأشياء منه " ونحو ذلك ... . قال تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك) [النحل: ١٠٢]. قال تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) [السجدة: ٥]. وأما السنة: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سجوده: "سبحان ربي الأعلى". أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٢٠٣/ ٧٧٢) من حديث حذيفة، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه, إن رحمتي سبقت غضي" من حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري رقم (٧٤٢٢) ومسلم رقم (٢٧٥١). وقوله: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء" وقد تقدم تخريجه. وثبت عنه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يده وهو على المنبر يوم الجمعة يقول: "اللهم أغثنا". أخرجه البخاري رقم (١٠١٤) ومسلم رقم (٨/ ٨٩٧). وأما العقل: فقد دل على وجوب صفة الكمال لله تعالى وتنزيهه عن النقص والعلو صفة كمال والسفل نقص فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده. وأما الفطرة: فقد دلت على علو الله تعالى دلالة ضرورية فطرية: فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجد في قلبه ضرورة الاتجاه نحو العلو لا يلتفت عن ذلك يمنة ولا يسرة، واسأل المصلين يقول الواحد منهم في سجوده " سبحان ربي الأعلى ". وأما الإجماع: فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على: أن الله فوق سماواته مستو على عرشه. قال الأوزاعي: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات ". وهو أثر صحيح. أخرجه الذهبي في العلو (ص ١٣٨ - مختصر). وقال ابن تيمية في " الفتوى الحموية " (ص٤٣) إسناده صحيح. والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٤٠٨).