كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

العقيدة - التحف في الإرشاد إلى مذهب السلف - ج: 1 - ص: 277

عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم. وإذا انتهيت إلى السلامة في مداك فلا تجاوزه:

وهذا الحق ليس به خفاء ... فدعني من بنيات الطريق [٦ ب]

وقد هلك المتنطعون (١) ولا يهلك على الله إلا هالك، وعلى نفسها (٢) براقش تجني.

وفي هذه الجملة- وإن كانت قليلة- ما يغني من شح بدينه، وتحرص عليه عن تطويل المقال، وتكثير ذيوله وتوسيع دائرة فروعه وأصوله، والمهدي من هداه الله.

حرره المجيب محمد بن علي الشوكاني في شهر ربيع الآخر بحصن كوكبان حامدا لله سبحانه مصليا مسلما على رسوله وآله سنة ١٢٢٨ هـ.

[انتهت الرسالة المفيدة يوم الثلاثاء بعد العصر لعله (١٨) شهر ربيع أول من سنة خمسة وسبعين ومائتين بعد الألف (١٢٧٥هـ) ختمها الله بحق محمد وآله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (٣).

---

(١) يشير إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هلك المتنطعون " قالها ثلاثا. وهو من حديث عبد الله بن مسعود. أخرجه مسلم رقم (٧/ ٢٦٧٠) وأبو داود رقم (٤٦٠٨).
هلك المتنطعون، أي: المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
(٢) مثل يضرب لمن يعمل عملا يرجع ضرره إليه.
قال في مجمع الأمثال للميداني (٢/ ٣٣٧ - ٣٣٨): كانت براقش كلبة لقوم من العرب، فأغير عليهم، فهربوا ومعهم براقش فاتبع القوم آثارهم بنباح براقش، فهجموا عليهما فاصطلموهم، قال حمزة بن بيض:
لم تكن عن جناية لحقتني ... لا يساري ولا يميني رمتني
بل جناها أخ علي كريم ... وعلى أهلها براقش تجني
(٣) زيادة من المخطوطة " ب ".