وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٥٣٧) قال ابن دقيق العيد: ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذركه أهل الحساب ينافي قوله: " يخوف الله بهما عباده، وليس بشيء لأن لله أفعالا على حسب العادة، وأفعالا خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض، وإذا ثبت ذلك فالعلماء، بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب إن كان حقا في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفا لعباد الله تعالى. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٩١٣) ومسلم رقم (١٩/ ١٠٨) وأبو داود رقم (٢٣١٩) والنسائي (٤/ ١٣٩ - ١٤٠رقم ٢١٤٠) كلهم من حديث ابن عمر. (٣) أخرج البخاري في صحيحه رقم (١٩٠٩) ومسلم رقم (١٩/ ١٠٨١) وأحمد (٢/ ٤١٥) والدرامي (١) والنسائي (٤) والطيالسي (١/ ١٨٢رقم ٨٦٧) وابن الجارود (ص١٥) رقم (٣٧٦) والبيهقي (٤/ ٢٠٥، ٢٠٦، ٢٤٧، ٢٥٢). من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ". وقال في الحجة البالغة: " لما كان وقت الصوم مضبوطا بالشهر القمري باعتبار رؤية الهلال، وهو تارة ثلاثون يوما، وتارة تسع وعشرون، وجب في صورة الاشتباه أن يرجع إلى هذا الأصل. وأيضا مبنى الشرائع على الأمور الظاهرة عند الأميين دون التعمق، والمحاسبات النجومية، بل الشريعة وإرادة بإخمال ذكرها وهو قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ". الحجة البالغة (٢/ ٥١).