للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقالة إلى أهل الهيئة والمنجمين، ولم ينسبها إلى الشرع ثم قال في أثناء الكلام: وزعموا بأن ذلك لأجل حيلولة جرم القمر. .. إلى آخر كلامه. ولفظ زعموا إنما يستعمل فيما لا أصل له من الكلام، أو يستعمل مع الشك في الصحة ولا خلاف بين علماء الشريعة المطهرة أنه لا اعتبار بكسوف الشمس والقمر في معرفة أعداد الشهور، ولم يقل قائل من المسلمين أن ذلك معتبر. وقد عرفنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وجه الحكمة في كسوف الشمس والقمر فقال فيما صح عنه: " أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا " (١)

وفي رواية (٢): " إن الله يخوف بهما عباده " فعرفنا بهذا أن الكسوف إنما هو لأظهار آية من آيات الله لعباده، ولأجل تخويفهم من الذنوب، وإرشهادهم إلى التوبة والاستغفار، والصدقة والصلاة والدعاء، كما ورد في الأحاديث الصحيحة (٣)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٠٤١) ومسلم رقم (٢١/ ٩١١) والنسائي (٣م ١٢٦). وابن ماجه رقم (١٢٦١) من حديث أبي مسعود الأنصاري.
وأخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٠٥٨) ومسلم في رقم (١/ ٩٠١) وأبو داود رقم (١١٧٧ - ١١٩١) والترمذي رقم (٥٦١، ٥٦٣) والنسائي (٣/ ١٢٧) وابن ماجه رقم (١٢٦٣) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٠٩٥) ومسلم في صحيحه رقم (٢٤/ ٩١٢) من حديث أبي موسى وفيه " إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن اشلله يرسلها يخوف بها عباده فإذا رايتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ".
(٣) انظر التعليقة السابقة.
و (منها) ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٠٤٢) ومسلم في صحيحه رقم (٢٨/ ٩١٤) من حديث عبد الله بن عمر أنه كان يخبر عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " إن الشمس والقمر لا يخسفان لا موت أحد ولا لحياته، ولكنهما آية من آيات الله فإذا رايتموهما فصلوا ".
و (منها) ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٠٤٣) ومسلم رقم (٢٩/ ٩١٥) من حديث المغيرة ابن شعبة قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوما مات إبراهيم، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا نيكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف ".