للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في [الضعفاء] (١) عن موسى الجهني قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا تزال أمتي يخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى ". وأخرج (٢) أيضًا عن ابن مسعود قال: " اتقوا هذه المذابح "، وأخرج (٣) أيضًا عن عبد الله (٤) بن أبي الجعد قال: " كان أصحاب محمد يقولون: إن من أشراط الساعة أن تتخذ المذابح في المساجد " يعني


(١) بيدو أنه خطأ في المخطوط وصوابه " المصنف ".
(٢) في " المصنف " (٢ - بسند صحيح.
قال المحدث الألباني رحمه الله في " الضعيفة " (١/ ٦٤٢): قلت: فهذا صحيح عن ابن مسعود فإن إبراهيم، وهو ابن يزيد النخعي، وأن كان لم يسمع من ابن مسعود، فهو عنه مرسل في الظاهر، إلا أنه قد صحح جماعة من الأئمة مراسيله، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود.
قلت: وهذا التخصيص هو الصواب، لما روى الأعمش قال: قلت لإبراهيم: أسند لي عن ابن مسعود. فقال إبراهيم: " إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله ".
علقه الحافظ هكذا في " التهذيب " ووصله الطحاوي (١/ ١٣٣) وابن سعد في الطبقات (٦/ ٢٧٢) وأبو زرعة في " تاريخ دمش " (٢/ ١٢١) بسند صحيح عنه.
قلت: وهذا الأثر قد قال فيه إبراهيم: " قال عبد الله " فقد تلقاه عنه من طريق جماعة، وهم أصحاب ابن مسعود، فالنفس تطمئن لحديثهم، لأنهم جماعة وإن كانوا غير معروفين، لغلبة الصدق على التابعين، وخاصة أصحاب ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٣) في مصنفه (٢/ ٥٩).
(٤) كذا في المخطوط ولكنه في " المصنف " سالم بن أبي الجعد.