للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنى هذا في الصحيح البخاري (١) عن ابن عباس.

وقال قوم السلف (٢) إن هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدهم، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين: (٣) وغيرهما (٤) وهو حديث صحيح. عن عائشة - رضي الله عنها - أن أم سلمة - رضي الله عنها - ذكرت لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كنيسة وأتها بأرض الحبشة، وذكرت له ما رأت فيها من الصور، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - " أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح، أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله ".

وأخرج ابن جرير في تفسير (٥) قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (٦) قال: " كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره ".

وفي صحيح .......................................


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤٩٢٠) عن ابن عباس رضي الله عنهما: " صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود فكان لكلب بدومة الجندل، أما سواع فكانت لهذيل، أما يغوث فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبا، أما يعوق فكانت لهمدان، أما نسرا فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها ففعلوا، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت ".
(٢) أخرجه ابن كثير في تفسيره (٨).
وابن جرير الطبري في جامع البيان (١٤ /ج٢٩ - ٩٩). كلاهما عن محمد ابن قيس.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (١٣٤١) وأطرافه (٤٢٧، ٤٣٤، ٣٨٧٣) ومسلم في صحيحه رقم (٥٢٨).
(٤) كالنسائي (٢ رقم ٢٧٠٤) وأبو عوانة (١ - ٤٠١)
(٥) (١٣ /ج٢٧).
(٦) [النجم: ١٩]