(٢) قال القرطبي في"المفهم" (٢) ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلة، إذ كان مستقبل المصلين - فتتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشمالين وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلث من ناحية الشمال، حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره. كان ذلك قديما فقد طرأ عليه تغيير وتعديل في العصر المملوكي ثم العثماني بحيث أصبح القبر حجرة مربعة تعلوه القبة الخضراء، فمن صلى خلف الحجر لم يكن مستقبلا القبر لوجود الساتر. وهو الآن كذلك. (٣) في المسند (١، ٤٣٥). قلت: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣) وابن خزيمة في صحيحه (٢ - ٧ رقم ٧٨٩) والطبري في الكبير (١٠ رقم ١٠٤١٣) من طرق عاصم عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود، وعاصم صدوق. فالحديث حسن. وأخرجه أحمد (١) وفي سنده " قيس بن الربيع " لا بأس به في الشواهد والمتابعات. وأصل الحديث في البخاري رقم (٧٠٦٧) بدون الزيادة وهي " والذين يتخذون القبور مساجد ". (٤) في المسند (١٨٦، ١٨٤). وأورد الهيثمي في " المجمع " (٢) وقال: رواه الطبري في الكبير (٥ رقم ٤٩٠٧) ورجاله موثقون. ولم يعزن للإمام أحمد. وتعقب بأن في سند " عقبة بن عبد الرحمن وهو ابن أبي معمر " وهو مجهول. انظر " التقريب " (٢ رقم ٢٤٤). وهو حديث حسن بشواهده.