للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المساجد فالسؤال:

أولاً: عن رتبة تلك الأحاديث.

ثانيًا: عن صفة المحاريب المنهي عن اتخاذها، هل هي الطاقات كما في بعض الآثار التي سردها، أم هذه المحاريب التي توجد الآن في المساجد؟

ثالث: عن محراب الرسول- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- الذي كان في عهده كيف صفته، وهل غير الآن عن صفته الذي كان عليها؟

رابعًا: هل يظهر لكم عله للنهي لعلها زالت فحصل الإقدام من الناس على هذه المحاريب على فرض أنها هي المنهي عنها.

وقد ساق السيوطي تلك الأحاديث بعينها في الخصائص (١) الكبرى فنقلتها بلفظه، قال: باب: اختصاصه- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بكراهة الصلاة في المحراب. وقد كان لمن قبلنا، كما قال تعالى:} فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب {(٢).

أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (٣) عن موسى الجهني قال: قال رسول الله- صلى الله


(١) (٢/ ٢٠٦)
(٢) [آل عمران: ٣٩]
(٣) (٢/ ٥٩) وهو حديث ضعيف. قال الألباني في " الضعيفة " (١/ ٦٤٠): وهذا سند ضعيف وله علتان:
الأولى: الإعضال، فإن موسى الجهني، وهو ابن عبد الله- إنما يروي عن الصحابة بواسطة التابعين، أمثال: عبد الرحمن بن أبي ليلى، والشعبي ومجاهد، ونافع وغيرهم، فهو من أتباع التابعين، وفيهم أورده ابن حبان في ثقاته (٧/ ٤٤٩).
وعليه، فقول السيوطي في "إعلام الأريب بدعة المحاريب" (ص ٦٨) بتحقيق محمد صبحي بن حسن حلاق: "إنه مرسل" ليس دقيقا،؛ لأن المرسل في عرف المحدثين إنما هو قول التابعي: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا ليس كذلك.
الأخرى: قال: الحافظ في "التقريب": "صدوق سيئ الحفظ" وهذا ما وقع في نسختنا المخطوطة من "المصنف" ووقع فيما نقله السيوطي عنه في "الإعلام": (إسرائيل)، يعني: إسرائيل بن أبي يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، وهو من طبقة أبي إسرائيل، وكلاهما من شيوخ وكيع، ولم أستطع البت بالأصح من النسختين، وإن كان يغلب على الظن الأول، فإن نسختنا جيدة مقابلة بالأصل. نسخت سنة ٧٣٥ هـ، وبناء على ما وقع للسيوطي قال:" هذا مرسل صحيح الإسناد".
وقد عرفت أن الصواب أنه معضل، وهذا إن سلم من أبي إسرائيل وما أظنه بسالم، فقد ترجح عندي أن الحديث من روايته، بعد أن رجعت إلى نسخة أخرى في "المصنف" (١/ ١٨٨\ ١) فوجدتها مطابقة للنسخة الأولى فالسند ضعيف مع إعضاله، ثم رأيته كذلك في المطبوعة (٢/ ٥٩). اهـ.