للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في وقت من الأوقات لقالتْ: ما رأيتُ منك خيرًا قط، كما ثبت في الحديث الصحيحِ (١): ما ذاك إلاَّ أنَّ النساء يَعْتَبِرْنَ الوقت الذي هنَّ فيه، ولا يفكِّرْنَ في العواقب، ولا يحفظن العهود السالفةَ. وقليلاً ما تجدُ المرأةَ تعملُ على خلاف ذلك، فإذا كان الأعمُّ الأغلبُ من حالِ النساء هو ما أسلفنا، ووقوعُ خلافِه منهنَّ في حيِّز النُّدْرةِ، فينبغي عند التردُّدِ الرجوعُ إلى ما هو الأعمُّ الأغلبُ، ولا يتحوَّلُ عنه إلاَّ بدليل، لأنَّ المصير إلى النادر، وهَجْرُ الكثيرِ الغالبِ خروجٌ عن قوانين الاستدلالِ.

هذا ما يظهر لي، والله أعلمُ. (٢).

حرره المجيبُ محمدَ بن علي الشوكاني في شهر جُمَادى الأُولى سنةَ ١٢٠٨ [٤ب].


(١) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٤/ ٨٨٥) من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفيه " ... تصدَّقنَ، فإنَّ أكثركنَّ حطب جهنم" فقامت امرأةٌ من سطة النِّساء سفعاءُ الخدَّين، فقالت: لِم يا رسول الله؟ قال: "لأنكنَّ تُكثرنَ الشكاة، وتكفُرنَ العشير ".
(٢) في الحاشية للمخطوط ما نصُّهُ:
"تحصَّلَ مما حرره الإمام الحُجَّةُ المجيبُ ـ دامت إفادته ـ تأييدُ ما أجاب به عالم كوكبانَ، وترجيحُ كلام السيد الحسين، وإن كان يتراءى في أول الكلام السالف على كلام الحسين، فقد أغرقَه في بحار الغلطِ بما يفحمُه في غضون الأبحاثِ المسددة ـ زاده الله كمالاً وجمالاً ورفعةً وجلالاً ـ.