للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السؤال العاشر قال:

مسألة عصمة أمير المؤمنين أفضِلوا بنقل الأحاديث الدالّة على ذلك وما الحقُّ في المسألة؟ وكذلك الزَّهراء وابْناها تفضّلوا، وإن شقّ عليكم الحالُ فإن السائلَ مستفيدٌ وفي النفس أشياءُ ولكن ستكون شفاءها إن شاه الله أو على حال غير هذا والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.

أقولُ: عصمةُ علي وحُجَّة قولِه: ذهب إلى القول بهما جماعةٌ من أهل البيت عليهم السلام وذهبت جماعةٌ منهم وسائرُ المسلمين أجمعين إلى أن المعصوم إنما هو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على الخصوص والحُجّة إنما هي ما جاء عن الله وعنه.

وقد استدل الأولون لذلك بأدلة منها: ما أخرجه الحاكمُ (١) والطبرانيُّ في الأوسط (٢) عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "عليَّ مع القرآن والقرآنُ مع عليِّ ولن يفترِقا حتى يرِدا عليَّ الحوضَ (٣) ".


(١) في "المستدرك" (٣/ ١٢٤) وقال: صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون. وأقره الذهبي.
- ولكن الذهبي قال في "الميزان" (٣/ ٨٨ رقم ٥٧٠١) "يقال: اسمه دينار، شيعي تركه الداقطني. وقال الجوزجاني: غير ثقة، وروى عنه الأعمش، والحارث بن حصير. وقال ابن عمين: رُشيد الهجري سيء المذهب، وعقيصًا شرُّ منه".
(٢) (٥/ ١٣٥ رقم ٤٨٨٠) من حديث أم سلمة. وأورده الهيثمي في "المجمع" (٩/ ١٣٤) وقال: فيه صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (٢/ ٢٨ رقم ٧٢٠ ـ الروض الداني).
قلت: وقال الذهبي في "الميزان" (٢/ ٢٨٨ رقم ٣٧٧١): "واهٍ".
وقال ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٣٨٤ - ١٣٨٥). أحاديثه ليست بالمستقيمة.
والخلاصة أن الحديث ضعيف والله أعلم.
(٣) أما ما ورد في الحوض فقد أخرج البخاري رقم (٦٥٧٩) ومسلم رقم (٢٢٩٢) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منها فلا يظمأ أبدًا".