للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصور (١) عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "الحقُّ مع ذا الحقُّ مع ذا" يعني عليًّا.

وما أخرجه الخطيبُ (٢) عن أنس بن مالك قال: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ "أنا وهذا حجةٌ على أمتي يوم القيامة" يعني عليًّا.

وأخرج الحاكم في المستدرك (٣) عن عليّ عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله


(١) لم أجده.
(٢) عزاه إليه السيوطي في "اللآلئ" (١/ ٣٦٥ - ٣٦٦) من طريق مطر بن أبي مصر عن أنس به، وهو حديث موضوع آفته مطر.
وقال السيوطي: قال الذهبي في "الميزان" (٤/ ١٢٧ - ١٢٨) هذا باطل والمتهم به مطر فإن عبيد الله ثقة شيعي ولكنه آثم برواية هذا الإفك والله أعلم.
(٣) (٣/ ١٣٥).
قلت: وأخرجه ابن ماجه رقم (٢٣١٠) ووكيع في "أخبار القضاة" (١/ ٨٤ - ٨٥) والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ٨٦) وابن سعد من "الطبقات" (٢/ ٣٣٧) وأحمد في "المسند" (١/ ٨٣) والنسائي في "تهذيب خصائص الإمام علي رضي الله عنه" (ص٤٠ - ٤١ رقم ٣١) من طريق الأعمش عن عمرو بن مرَّة، عن أبي البخْتَري عن علي رضي الله عنه، قال: بعثني رسول الله إلى اليمن. فقلت: يا رسول الله بعثتني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء! فضرب صدري بيده ثم قال: "اللهم اهد قلبه وثبت لسانه! فوالذي فلق الحبة ما شككتُ في قضاء بين اثنين".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
قلت: واعجبًا وقد صرح النسائي في "الخصائص" (ص٤٤): بأن أبا البختري لم يسمع من علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ويؤيد ذلك رواية شعبة عن عمرو بن مرة، قال: سمعتُ أبا البختري الطائي قال: أخبرني من سمع عليًّا يقول: ... فذكره.
أخرجه أحمد (١/ ١٣٦) والطيالسي في "المسند" (ص١٦ رقم ٩٨) والبيهقي (١٠/ ٨٦ - ٨٧) ووكيع في "أخبار القضاة" (١/ ٨٥) وإسناده صحيح لولا هذا المبهم. كما قال ابن حجر في "التلخيص" (٤/ ١٨٢).
وأخرجه أبو داود (٤/ ١١ رقم ٣٥٨٢) والترمذي (٣/ ٦١٨ رقم ١٣٣١) وابن سعد في "الطبقات" (٢/ ٣٣٧) وأحمد في "المسند" (١/ ١١١) وابنه في "زوائده" (١/ ١١١، ١٤٩) والطيالسي في "المسند" (ص١٩ رقم ١٢٥) والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٩٣) والبيهقي (١٠/ ٨٦) ووكيع في "أخبار القضاة" (١/ ٨٥، ٨٦) من طرق كثيرة عن سماك بن حرب عن حنش بن المعتمر عن علي رضي الله عنه.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: ولم يتفرد به شريك بل تابعه زائدة بن قدامة عند أحمد (١/ ١٥٠) والطيالسي في "المسند" (ص١١٩ رقم ١٢٥) وأسباط بن نصر، وأبان بن تغلب، وسليمان بن قدم وغيرهم عن وكيع. جميعهم عن سماك به. وسماك وهو ابن حرب في كلام، وحديثه حسن. وحنش بن المعتمر الكوفي ضعفه جماعة، وشريك وهو ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ، ولكنه توبع كما تقدم.
وأخرجه البزار كما في "نصب الراية" (٤/ ٦١) وابن سعد في "الطبقات" (٢/ ٣٣٧) ووكيع في "أخبار القضاة" (١/ ٨٥) وأحمد (١/ ٨٨، ١٥٦) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي رضي الله عنه فذكره بنحوه.
وله شواهد عن ابن عباس. وبريدة الأسلمي. وأبي رافع وغيرهم.
قال المحدث الألباني في "إرواء الغليل" (٨/ ٢٢٨) بعد الكلام على هذا الحديث. وجملة القول أن الحديث بمجموع الطرق حسن على أقل الأحوال والله أعلم.