للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخول الجنة وعدم التلبس بالذنب والعصمة عنه.

ويجاب أيضًا بعد هذا المنع بأن ذلك يستلزم عصمة جماعة من الصحابة المنصوص على أنهم من أهل الجنة كما في عبد الله بن سلام عند الشيخين (١) من حديث سعد بن أبي وقاص وكما في حديث حارثة بن سراقة عند البخاري (٢) والترمذي (٣) عن أنس وكما في طلحة بن عبيد الله عند الترمذي (٤) بل ورد في العشرة وأهل بدر (٥) وأهل بيعة الرضوان (٦) ما يدل على أنهم جميعا من أهل الجنة فلو كان دخول الجنة مستلزمًا للعصمة لكان أكثر أكابر الصحابة معصومين واللازم باطل فالملزوم مثله.


(١) البخاري في صحيحه رقم (٣٨١٢) ومسلم رقم (١٤٧/ ٢٤٨٣).
(٢) في صحيحه رقم (٢٨٠٩).
(٣) في "السنن" رقم (٣١٧٤) وقال: حديث حسن صحيح.
(٤) في "السنن" (٣٧٤٧) عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".
وهو حديث صحيح.
(٥) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (٤٦٥٤) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال موسى: "فلعل الله".
وقال ابن سنان: "اطلع الله على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .. " وهو حديث صحيح.
(٦) أخرج مسلم في صحيحه رقم (١٦٣/ ٢٤٩٦) وأبو داود رقم (٤٦٥٣) والترمذي رقم (٣٨٦٠).
قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول عند حفصة: "لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها". قالت: بلى، يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: ٧١]. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد قال الله عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: ٧٢].