للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عباس أن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قال لابن عباس: "اللهم فَقّهه في الدين" وفي رواية: "اللهم علّمه الكتابَ" وفي أخرى "الحِكمة".

وأخرج الترمذيُّ (١) وأحمد وابن ماجه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: "تمسكوا بهدْي عمّار وما حدّثكم ابن مسعود فصدِّقوه" ومن ذلك حديثُ العِرباضِ بن سارية عند أهل السُّنن وفيه وعليكم بسنّتي وسنّة الخُلفاء الراشدين الهادين (٢) "، وحديث "أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتديتم اهتَدَيتُم" (٣) وفي إسناده جعفر بن عبد الواحد الهاشميُّ (٤) قال فيه الدارَقُطْنيُّ: يضع الحديث وتكلم فيه الحفّاظ بكلام طويل.

قال الجمهور: فهذه الأحاديث ونحوها تدل على عصمة كلّ فرد من أفراد الصحابة أو جماعة منهم ولم يقل به أحدٌ، وعلى حُجيّة أقوالِهم كذلك وأنتم لا تقولون به وإنما قال به مالكٌ وأبو علي وأبو هاشمٍ وأبو عبد الله البصريُّ ومحمد بن الحسن والرازيُّ والبرذعيُّ من الحنفية وأحمدُ في رواية عنه ورجّحه الفناريُّ من متأخّري الحنفية وقال إنه الذي اختاره المتأخرون انتهى.

وأما عِصمةُ الحسَنَين والبَتولِ رضْوانُ الله عليهم [١٨] فذهب إلى ذلك طائفةٌ يسيرةٌ من أهل البيتِ وخالفهم جميعُ الأمة من أهل البيت وغيرهم واستدلوا على ذلك بالأدلة القاضية بأنهم من أهل الجنة وهي أحاديث صحيحةٌ لا نزاع فيها ولكنه أجاب عنها الجمهور بأنها لا تدل على المطلوب لأن دخول الجنة يستلزم العِصْمة من وقوع كل ذنب، فإن الذنوب المكفّرة والتي وقعت التوبة عنها لا تمنع من دخول الجنة فلا تلازُمَ بين


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه مرارًا. وهو حديث صحيح.
(٣) تقدم تخريجه. وهو حديث موضوع.
انظر الرسالة رقم (١٩، ٢١، ٢٢، ٢٣).
(٤) انظر ترجمته في "الميزان" (١/ ٤١٢ رقم ١٥١١)، "اللسان" (٢/ ١١٧).