للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(ضعيف قولُ من قال بحِل ما دون المسكر من غير عصير العنب والتمر)]

وذهب النّخعيّ والثّوريّ وابن أبي ليلى وشريكٌ وابن شُبْرُمة وأبو حنيفة وأصحابه وسائرُ الكوفيين، وأكثر علماء البصرة إلى أنه يحل دون المُسكر من غير عصير العنب والرُّطَب، واستدلوا بما أخرجه البيهقيّ (١) في حديث عبد القيس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال لهم في النبيذ: "فإن اشتدّ فاكسروه بالماء فإن [أعياكم] (٢) فأهْريقوه".

وقال البيهقي (٣) بعد إخراجه الروايات الثابتة عن وفد عبد القيس خاليةً عن هذه اللفظة، وأخرج نحو ذلك (٤) من حديث ابن عباس، وفي ألفاظه أنه من قول ابن عباس، وأخر نحوه (٥) أيضًا عن عائشة من قولها، وفي إسناده مجهولٌ، وأخرج نحوَه أيضًا عن أبي هريرةَ [٥] مرفوعًا نحوَه وهو من طريق عكرمة بن عمار عن أبي كثير السّخيّ عنه، وهو إسناد ضعيف، لأن عكرمة اختلط، وأخرج أيضًا من حديث الكلْبي نحوَه، والكلبيّ متروك، وأخرج نحوه أيضًا عن ابن عباس من طريق أخرى وفي إسنادها يزيدُ بنُ أبي [زيادة] (٦) وهو ضعيفٌ لا يُحتَجّ به. ونحوَه من حديث ابنِ عمرَ وفي إسناده عبدُ الملك بنُ نافعِ بنِ أخي القَعقاع قال يحيى بنُ معينٍ هم يُضعّفونه. وقال البُخاريّ: لم يتابَعْ عليه. وقال النَّسائي: لا يُحتَجّ بحديثه (٧). وكل ما في هذا الباب ..............................


(١) في "السنن الكبرى" (٨/ ٣٠٢).
(٢) في (أ) أعناكم.
(٣) في "السنن الكبرى" (٨/ ٣٠٢ - ٣٠٣).
(٤) البيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٣٠٣).
(٥) انظر "تهذيب التهذيب" (٦/ ٣٧٨).
(٦) زيادة من (ب).
(٧) انظر "تهذيب التهذيب" (٦/ ٣٧٨).