للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمر إلا البر، وإن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه" (١) وكقوله: " لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة " أخرجه الحاكم في المستدرك (٢)، والبزار (٣)، والطبراني في الأوسط (٤)، والخطيب (٥) قال الحاكم: صحيح الإسناد من حديث عائشة مرفوعًا.


(١) أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٢٧٧، ٢٨٢) وابن ماجه رقم (٩٠) والنسائي في السنن الكبرى (٢/ ١٣٣ - كما في تحفة الأشراف). والحاكم في المستدرك (١/ ٤٩٣) والطبراني في المعجم الكبير (٢/ ١٠٠) وابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٤٤١ - ٤٤٢) والبغوي في شرح السنة (١٣/ ٦) وابن حبان في صحيحه رقم (٨٧٢). وهو حديث صحيح.
قال ابن القيم في "الجواب الكافي" ص ٢٧: إن هذا المقدور قدر بأسباب ومن أسبابه الدعاء، فلم يقدر مجردا عن سببه، ولكن قدر بسببه، فمتى أتى العبد بالسبب وقع المقدور، ومتى لم يأت بالسبب انتفى المقدور وهكذا، كما قدر الشبع والري بالأكل والشرب، وقدر الولد بالوطء وقدر حصول الزرع بالبذر، وقدر خروج نفس الحيوان بذبحه، وكذلك قدر دخول الجنة بالأعمال، ودخول النار بالأعمال .. وحينئذ فالدعاء من أقوى الأسباب، فإذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح أن يقال: لا فائدة في الدعاء، كما لا يقال: لا فائدة في الأكل والشرب، وجميع الحركات والأعمال، وليس شيء من الأسباب أنفع من الدعاء، ولا أبلغ من حصول المطلوب ".
(٢) في المستدرك (١/ ٤٩٢) وقال الحاكم: هذا حديث " صحيح الإسناد " وتعقبه الذهبي بقوله: زكريا مجمع على ضعفه.
(٣) في مسنده (٣/ ٢٩ - ٣٠ رقم ٢١٦٥ - كشف).
(٤) ٣/ ٦٦ رقم ٢٤٩٨) وفي الدعاء (٢/ ٨٠٠ رقم ٣٣).
(٥) في تاريخه (٨/ ٤٥٢ - ٤٥٣).