بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمائه الفرادى والثنى، فهو المستحق لكل حمد صادق، وله - لا لغيره - الثناء والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه وجنده.
وبعد: فهذه رسالة سائلة بلسان الحال عن جواز لبس الحمرة لا للنساء، بل للرجال، وهل ألفاظ السنة النبوية قاضية بالتحريم أم الإباحة للرجال في لبسها كالإباحة للحريم؟ والمقصود الاطلاع على بدور الأدلة والإشراف على شمس الحقيقة الهادية لا المضلة، وقد وجهتها إلى من أفاد الله بعلومه ومعلوماته، وزينه بالعلم وزاده جسام هباته، وقد سقت بعد المنظوم شيئًا مما لدي من الأدلة، وقلت:
بدر الهدى بالحق أنت الصادع ... ولربقة التقليد أنت الخالع
ولأنت في القوم المعد لفادح ... ذهل اللبيب له وحار البارع
كم بالسهام رمى فكان مصابه ... آراء قوم في الضلال تتابعوا
وأباد منتصبًا لحفظ ظواهر التنزيل ... وهو لدين ربي رافع
قد عم كلاً هديه مذ خصني ... بفواضلٍ قل - للضلال - صوادع
إن كان صمتًا عظمته أولو النهى ... أو فاه فهو لكل سمعٍ قارع
والحق أعطى ما رقمت بواترًا ... في حدها سم المنايا قاطع
فلذاك عزت شرعة المختار واز ... هدّت لشرع الجاهلين صوامع
وبرفعها فرقت ودون محلها ... شمس الضحى والبدر ذاك الطالع
ومنعت غير الكفء منها إنها ... أخذت عليك وللعهود شرائع
وإذا أتاها خاطئ متمذهب ... فحذار لا أسفًا يكون الواقع
وأنه العواذل واجعل التقوى لها ... تاجًا لئلا يطمعن الطامع
واصدع بأمرك ما استطعت وعد عن ... لاحٍ فما ضر الحليم مقاطع
فدقائق التنزيل في كاساتها ... بنمير فطنتك احتساها الشاجع