للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داود (١)، والترمذي (٢) وقال: حسن (٣): " أنه مر على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - برجل وعليه ثوبان أحمران، فسلم فلم يرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ".

وهذا الحديث لا تقوم به حجة؛ لأن في إسناده أبا يحيى القتات (٤)، وهو كوفي لا يحتج بحديثه. قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو، ولا نعلم له طريقًا إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن إسرائيل إلا إسحاق بن منصور.

قال الترمذي (٥): بعد أن ساقه: معناه عند أهل الحديث أنه كره المعصفر. قال: ورأوا أن ما صبغ بالحمرة من مدر (٦) أو غيره فلا بأس به إذا لم يكن معصفرًا.

قال الحافظ في الفتح (٧): هو حديث ضعيف، وإن وقع في نسخ الترمذي أنه حسن، ومنها حديث " أن امرأة من بني أسد قالت: كنت يومًا عند زينب امرأة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -[٦] ونحن نصبغ ثيابها بمغرة، والمغرة صباغ أحمر، قالت: فبينما نحن كذلك، إذ طلع علينا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فلما رأى المغرة (٨) رجع، فلما رأت ذلك زينب علمت أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قد كره ما فعلت، وأخذت فغسلت ثيابها، ووارت كل حمرة، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه


(١) في " السنن " رقم (٤٠٦٩).
(٢) في " السنن " رقم (٢٨٠٧) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وهو حديث ضعيف كما تقدم.
(٣) أي الترمذي في " السنن " (٥/ ١١٦).
(٤) قال ابن حجر في " التقريب " (٢/ ٤٨٩): " لين الحديث ".
(٥) أي الترمذي في " السنن " (٥/ ١١٦).
(٦) المدر - محركة -: قطع الطين اليابس - والمراد هاهنا هو الطين الأحمر الذي يصبغ به الثوب فيصير أحمر.
(٧) (١٠/ ٣٠٦).
(٨) المغرة: المدر الأحمر الذي تصبغ به الثياب " النهاية " (٤/ ٣٤٥).