للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ". وأخرجه أيضًا الحاكم (١)، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح. ثم رواه (٢) من حديث أنس مرفوعا: " إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه، ثم لا يضع فيهما خيرا " وأخرجه الطبراني (٣)، وأبو يعلى (٤). ومن ذلك قوله: " لا تعجزوا في الدعاء، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد ". أخرجه ابن حبان (٥) من حديث أنس، والحاكم في المستدرك (٦)، وقال: صحيح الإسناد، والضياء في المختارة (٧) وقد رددت في شرحي للعدة (٨) على من ضعفه.


(١) في المستدرك (١/ ٤٩٧). وهو حديث صحيح.
(٢) أي الحاكم في المستدرك (١/ ٤٩٨) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: عامر بن يساف ذو مناكير.
(٣) في الأوسط (٥/ ٢٧٠ رقم ٥٢٨٦).
(٤) في مسنده (٦/ ٣٢٣٢) بنحوه وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٤٨). وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(٥) في صحيحه رقم (٨٧١) بإسناد ضعيف لضعف عمر بن محمد بن صهبان.
(٦) في المستدرك (١/ ٤٩٤) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: لا أعرف عمرا، تعبت عليه.
(٧) في المختارة (٥/ ١٣٦ رقم ١٧٦٠).
(٨) قال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص ٣٧: " وعدم معرفته -أي الذهبي- له لا تستلزم عدم معرفة غيره له، نعم قال الذهبي في الميزان (٣/ ٢٠٧) حاكيا عن أبي حاتم أنه مجهول، وهذا قادح صحيح. ولهذا قال ابن حجر في لسان الميزان (٤/ ٣٢٥) وقد تساهل الحاكم في تصحيحه، ولكن لا يخفاك أن تصحيح ابن حبان والضياء يكفي ولا يحتاج معه إلى غيره، وعلى تقدير أن في إسنادهما هذا الرجل الذي قيل: إنه مجهول، فمعلوم أنهما لا يصححان الحديث المروي من طريقه إلا وقد عرفاه وعرفا صحة ما رواه، ومن علم حجة على من لم يعلم.
قلت: عمر بن محمد هو بن صهبان الضعيف لا ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب كما ظن الحاكم وابن حبان والضياء. فقد جاء مصرحا به عند أبي نعيم في أخبار أصفهان (٢/ ٢٣٢) والعقيلي في الضعفاء (٣/ ١٨٨) وقال العقيلي عمر بن محمد لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. وأخرجه ابن عدي في الكامل (٥/ ١٦٧٤) وقال: عمر بن صهبان عامة أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه. والغلبة على حديثه المناكير.
ومما تقدم يظهر لنا ضعف كلام الإمام الشوكاني -رحمه الله-. والخلاصة أن الحديث إسناده ضعيف.