للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" فإن لم تجد؟ " قال: فبسنة رسول الله، قال: " فإن لم تجد في سنة رسول الله، ولا في كتاب الله؟ " قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - صدره وقال: " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله " قال المنذري (١): وأخرجه الترمذي (٢) وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل. انتهى.

وقد أخرجه أيضًا أحمد (٣)، والطبراني (٤)، والبيهقي (٥)، وابن عدي (٦)، وهو من طريق الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن إياس من أهل حمص من أصحاب معاذ، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أنه بعث معاذًا. وفي رواية لأبي داود عن معاذ عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قال البخاري (٧): الحارث بن عمرو روى عنه أبو عون، ولا يعرف إلا بهذا المرسل.

قلت: قد جمع الحافظ ابن كثير في طرقه وشواهده جزءًا وقال: هو حديث حسن مشهور اعتمد عليه أئمة الإسلام في إثبات أصل القياس، وقواه أيضًا أبو بكر بن العربي المالكي شارح الترمذي. وقد ذكر الدارمي في مسنده (٨) بعضًا من طرقه وشواهده.

وقال الدارقطني في العلل (٩): رواه شعبة عن أبي عون هكذا، وأرسله ابن مهدي


(١) في " مختصر السنن " (٥/ ٢١٣).
(٢) في " السنن " رقم (١٣٢٧).
(٣) في " المسند " (٥/ ٢٣٠، ٢٤٢). بسند ضعيف؛ لإبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو.
(٤) في " الكبير " (٢٠/ ١٧٠ رقم ٣٦٢).
(٥) في " السنن الكبرى " (١٠/ ١١٤).
(٦) في " الكامل " (٢/ ١٩٤).
(٧) في " التاريخ الكبير " (٢/ ٢٧٧).
والخلاصة: أن حديث معاذ ضعيف. انظر: " الضعيفة " رقم (٨٨١).
(٨) (١/ ٦٠).
(٩) عزاه إليه ابن حجر في " التلخيص " (٤/ ٣٧٧).