للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواردة في إجابة دعوة من دعا الله باسمه الأعظم (١)، وغير ذلك كثير، وجميع ذلك على اختلاف دلالته متواتر.

فليت شعري؟! كيف ذهب جماعة من أهل العلم إلى مخالفة ذلك كله وقالوا: إن أحكام الله وقضاءه في سابق علمه، لا تتغير أصلا (٢)؟!. فإن استدلوا بمثل قوله تعالى:} ما يبدل القول لدي {(٣)، وما ورد في اللوح المحفوظ، وما كتب فيه، وأنه قد حق القضاء ونحو ذلك، فأي فائدة في مثل قوله عز وجل:} ادعوني أستجب لكم {(٤)،


(١) أخرج الترمذي في السنن رقم (٣٤٧٥) وابن ماجه رقم (٣٨٥٧). من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: دخلت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد ويدي في يده، فإذا رجل يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لقد دعا الله تعالى باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي، وإذا دعي به أجاب ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار، أو عذاب القبر كان خيرا وأفضل ".
هذا الحديث صريح في أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تتغير. ولهذا جمع العلماء بين هذا الحديث وما في معناه من الآيات.
- قال تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) [الأعراف:٣٤].
- قال تعالى: (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها) [المنافقون: ١١].
وبين ما ورد في زيادة العمر لمن وصل رحمه، وأجابوا بأجوبة منها: أن الزيادة كناية عن البركة في العمر، والتوفيق إلى الطاعات، وما يبقى بعده من الثناء الجميل فكأنه لم يمت. انظر: شرح النووي لصحيح مسلم (١٦/ ١١٤).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أن تلك البركة وهي زيادة في العمل والنفع هي أيضًا مقدرة مكتوبة ... مجموع فتاوى (١٤/ ٤٩١ - ٤٩٢).
(٢) سبق ذكر التعليقة ص ٤٠٠.
(٣) [ق: ٢٩].
(٤) [غافر: ٦٠].