قال في " البحر المحيط ": واعلم أن مثل هذا الخطاب نوعان: نوع مختص لفظه بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولكن يتناول غيره بطريق الأولى كقوله: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} [التحريم: ١]. ثم قال: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} [التحريم: ٢]. وقوله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} [الطلاق: ١]. ونوع يكون الخطاب له وللأمة، وأفرده بالخطاب، لكونه هو المواجه بالوحي وهو الأصل فيه. والمبلغ للأمة والسفير بينهم وبين الله، وهذا معنى قول المفسرين: الخطاب له، والمراد غيره ولم يريدوا بذلك أنه لم يخاطب بذلك أصلا كما يقول السلطان لمقدم العساكر: اخرج غدًا، أو انزل بمكان كذا. ومنه قوله تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} [النساء: ٧٩]. وقوله تعالى: {وأرسلناك للناس رسولا} [النساء٧٩]. (٢) تقدم. انظر الرسالة رقم (١٣٩). (٣) تقدم تخريجه مرارًا.