للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحاكم (١) من حديث أبي الدرداء، وفي آخره بعد ذكر ما في حديث (٢) معاذ ما لفظه: "اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومالي ومن الماء البارد" وحسنه الترمذي (٣).

وأخرج الترمذي (٤) أيضًا وحسنه من حديث عبد الله بن بريدة الخطمي عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يقول -في دعائه-: "اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك". وفي الباب أحاديث وآثار بهذا المعنى عن جماعة من الصحابة.

ومن الأدلة المرشدة إلى افتراض محبة الله -عز وجل- ما ورد في الأحاديث الصحيحة من التحاب في الله، فإن التحاب في الله -عز وجل- هو من محبة الله -سبحانه-.

ومنها الحديث الصحيح (٥): " إن المتحابين في الله على منابر من نور يوم القيامة ".


(١) في " في المستدرك " (٢/ ٤٣٣) وقال: صحيح الإسناد ورده الذهبي بقوله: قلت: بل عبد الله هذا قال أحمد: أحاديثه موضوعة. والخلاصة أن الحديث ضعيف، والله أعلم.
(٢) تقدم تخريجه آنفا.
(٣) في السنن (٥/ ٥٢٢).
(٤) في "السنن " (٥/ ٥٢٣ رقم ٣٤٩١) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلت: وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (٣/ ١٤٥٤ رقم ١٤٠٣).
وهو حديث حسن.
(٥) أخرج الترمذي في "السنن" رقم (٢٣٩٠) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ومالك في "الموطأ" (٢/ ٩٥٣ رقم ١٦)، وأحمد في "المسند" (٥/ ٢٣٣)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٨٠ رقم ١٥٠) والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٦٨ - ١٦٩) والقضاعي "مسند الشهاب" (٢/ ٣٢٢ - ٣٢٣ رقم ١٤٤٩ - ١٤٥٠) وابن حبان في صحيحه رقم (٥٧٤) وهو حديث صحيح.
عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "قال الله عز وجل: المتاحبون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ". وأخرج الحاكم (٤/ ١٦٩) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأحمد (٥/ ٢٢٩، ٢٤٧)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٨١ رقم ١٥٢، ١٥٣، ١٥٤) عن أبي إدريس الخولاني أنه قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى شاب براق الثنايا، وإذا الناس معه، إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه، وصدروا عن قوله، فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي.
قال: فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني أحبك لله، فقال: ألله؟ فقلت: ألله؟ فقال: ألله؟ فقلت: ألله؟ فقال: ألله؟ فقلت: ألله، قال: فأحذ بحبوة ردائي، فجذبني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في " وهو حديث صحيح.
وأخرج ابن حبان في صحيحه رقم (٥٧٦) وأحمد (٥/ ٢٣٩) والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٨٧ - ٨٨ رقم ١٦٧ و١٦٨)، وأبو نعيم في "الحلية" (٥، ١٢١، ١٢٢، ١٣١). من طرق عن أبي مسلم الخولاني، قال: قلت لمعاذ بن جبل: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها منك، ولا قرابة بيني وبينك قال: فلأي شيء؟ قلت: لله، قال: فجذب حبوتي، ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء" ثم قال: فخرجت فأتيت عبادة بن الصامت، فحدثته بحديث معاذ، فقال عبادة بن الصامت: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول عن ربه تبارك وتعالى: "حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتناصحين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، وهم على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون بمكانهم ".
وهو حديث صحيح.
وأخرج أبو داود في "السنن" رقم (٣٥٢٧) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى".
قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: "هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها؛ فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا حزن الناس " وقرأ هذه الآية} ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون {[يونس: ٦٢].
وإسناده منقطع، أبو زرعة لم يدرك عمر، وروايته عنه مرسلة. وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (١/ ٣٩٠ رقم ٥٧٢) من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة، وأبو زرعة يروي عن أبي هريرة. فالحديث حسن. وقد صححه الألباني في صحيح أبي داود والله أعلم.