للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصادرة على المطلوب، والاستخباث المذكور إن كان بالنسبة إلى من يستعملها ومن لا يستعملها فهو باطل، فإن من يستعملها هي عنده من الطيبات لا من المستخبثات، وإن كان بالنسبة إلى بعض هذا النوع الإنساني فقد وجد فيهم من يستخبث العسل، وهو من أطيب الطيبات.

وقد صح أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يأكل الضب (١)، وقال أجدني أعافه فأكله بعض الصحابة بمرأى ومسمع منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

ومن أنصف من نفسه وجد كثيرًا من الأمور التي حللها الشارع من الحيوانات وغيرها، أو كانت حلالاً بالبراءة الأصلية، وعموم الأدلة في هذا النوع الإنساني من يستخبث بعضها، وفيهم من يستطيب ما يستخبثه غيره، فلو كان مجرد استخباث البعض مقتضيًا لتحريم ذلك الشيء عليه وعلى غيره لكان العسل ولحوم الإبل والبقر والدجاج من المحرمات، لأن في الناس من يستخبث ذلك ويعافه. واللازم باطل فالملزوم مثله، فتقرر بهذا الاستدلال على تحريم (٢) (التتن) لكون البعض يستخبثه غلط، أو مغالطة.


(١) أخرجه البخاري رقم (٥٣٩١) ومسلم رقم (٤٤/ ١٩٤٦) ومالك في الموطأ (٢/ ٩٦٨ رقم ١٠) وأبو داود رقم (٣٧٩٤) والنسائي (٧/ ١٩٨ رقم ٤٣١٧) وابن ماجه رقم (٣٢٤١) من حديث ابن عباس.
(٢) تبعًا للآثار السيئة " للتدخين " على جهاز التنفس. وخاصة الرئة وما يسببه من سرطانات رئوية .. وقد أثبتت الدراسات أنه إصابة الجهاز التنفسي بالالتهابات القصبية والرئوية المزمنة تكثر عند المدخنين.
- وكذلك أثر التدخين على الجهاز العصبي تأثيرًا بالغًا يؤدي إلى إصابة المدخن بالصداع والدوار وضعف الذاكرة ووهن في النشاط الذهني.
وقد يصاب المدخن بمرض ضعف الأعصاب وربما يصاب بشلل الأعصاب الجزئي إذا كان من المفرطين جدًا في التدخين.
وذهب البعض إلى أن التدخين يؤدي إلى التهاب الأعصاب البصرية وتخفيف حدة الرؤيا.
- وأثر التدخين السيئ على الجهاز الهضمي. فقد ذهب الأطباء إلى أنه يسبب:
- اضطرابًا في الوظيفة الإفرازية للغدد الهاضمة.
- اضطراب الوظيفة الحركية للمعدة فتتأثر ويخف إفرازها بشكل عام كما تصاب بالوهن والضعف.
- يؤثر التدخين على الغدد اللعابية فيزيد إفرازها ويتغير تركيب اللعاب الكيميائي ..
- أثر التدخين السيئ على القلب والضغط الدموي. وقد يصاب المدخن بالاحتشاء (الجلطة) وقد يصاب المدخن بمرض تصلب الشرايين، ويؤدي إلى التهاب الشريان التاجي المغذي للقلب.
لذلك ولأثار كثيرة جدًا يكتشفها الأطباء .. لذلك حرم بعض العلماء المعاصرين التدخين. والله تعالى أعلم.