للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن حكم الحبس ربما كان عاما للصنفين تعينا، ثم نسخ بالجلد (١) لهما، ولعله إنما غلب النساء في قوله: {وَاللَّاتِي} لأن الزنا منهن أفحش وأشنع. والله أعلم.

ومما ينظر إلى مثل ما ذكرناه من التغليب (٢) أعني إلى خصوص قوة المعنى المخصوص،


(١) انظر " الجامع لأحكام القرآن " (٥/ ٨٤):
هذه أول عقوبات الزناة، وكان هذا في ابتداء الإسلام، قاله عبادة بن الصامت والحسن ومجاهد حتى نسخ بالأذى الذي بعده، ثم نسخ ذلك بآية " النور " وبالرجم في الثيب.
وانظر: " جامع البيان " (٣\جـ٤/ ٢٩٤).
(٢) التغليب: هو إعطاء شيء حكم غيره، وقيل: ترجيح أحد المغلوبين على الآخر، وإطلاق لفظه عليهما وإجراء للمختلفين مجرى المتفقين.
نحو: (وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) [التحريم: ١٢].
(إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) [الأعراف: ٨٣].
والأصل من القانتات والغابرات، فعدت الأنثى من المذكر بحكم التغليب.
قال في البرهان: إنما كان التغليب من باب المجاز؛ لأن اللفظ لم يستعمل فيما وضع له، ألا ترى أن القانتين موضوع للذكور الموصوفين بهذا الوصف فإطلاقه على الذكور والإناث إطلاق على غير ما وضع له
" معترك الأقران " (١/ ١٩٧ - ١٩٨).