للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

اللهم لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، ولك الشكر عدد كل شيء، وزنة كل شيء، وملء كل شيء، وعدد ما قد شكرك الشاكرون، وما سيشكرك الشاكرون.

اللهم وصل وسلم على رسولك المصطفى من خلقك (محمد) صلاة وسلاما يدومان بدوام المخلوقات، ويتجددان بتجدد الأوقات، وعلى آله الطاهرين وأصحابه الأكرمين.

وبعد، فإن القرآن العظيم قد اشتمل على الكثير الطيب من مصالح المعاش والمعاد، وأحاط بمنافع الدنيا والدين، تارة إجمالا، وتارة تفصيلا، وتارة عموما، وتارة خصوصا، ولهذا يقول -سبحانه-:} ما فرطنا في الكتاب من شيء {(١). ويقول -عز وجل-:} وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {(٢). ويقول -تبارك وتعالى-:} [ونزلنا عليك الكتاب] (٣) تبيانا لكل شيء {(٤)، ونحو ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى.

وأما مقاصد القرآن الكريم التي يكررها، ويورد الأدلة الحسية والعقلية عليها، ويشير إليها في جميع سوره، وفي غالب قصصه وأمثاله، فهي ثلاثة مقاصد، يعرف ذلك من له كمال فهم، وحسن تدبر، وجودة تصور، وفضل تفكر.

المقصد الأول: إثبات التوحيد.

المقصد الثاني: إثبات المعاد.


(١) [الأنعام: ٣٨].
(٢) [يس: ١٢].
(٣) غير موجود في المخطوط.
(٤) [النحل: ٨٩].