للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينبغي أن يكسوا جميع ملابس الصغار والذلة لم يأذن (١) الشارع الحكيم بنكاح الكتابيات.

وهذه المسألة التي الخوض فيها مبنية على التأجير، والتأجير مبني على الرضا، والرضا ينافي الإجبار الذي لحظتم إليه.

قوله: وليس المراد بالذلة، الذلة الحاصلة بسبب خاص أو ببعض معين ليس ذلك إلا تحكم لم يدل عليه دليل.

أقول: لفظ ذلة مصدر نوعي يدل على النوعية، والتاء تدل على الواحدة، واللام في الذلة للعهد الخارجي (٢) الذي هو أم الباب، ولذا فسرها أبو السعود (٣) لهدر النفس والمال والأهل.

أو ذل التمسك بالباطل، ولا يخفى أنه لم يفسره أحد بما يعم أنواع الذلة، ووجوب إنزال أسبابها بهم، بل إما بالمصدر، وهو صادق على نوعين من الذلة، أو على الذلة الطبيعية، وإما بشيء مخصوص، فالقصد إلى تفسير السلف هو الأولى مع مناسبته للمقام فكيف يقال أن التفسير بسبب خاص، أو ببعض معين تحكم، والحال أن جوهر اللفظ يدل على نوع من الذلة مخصوص.

قوله: ويدل لعدم صحة هذه الإرادة قوله تعالى: {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب} (٤). . . إلخ.


(١) قال تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) [البقرة: ٢٢١].
(٢) في حاشية المخطوط ما نصه: والمعهود إما أن يتقدم ذكره لفظا أو معنى، والإشارة باللام إما إلى الحصة من الجنس أو اثنين منها أو ثلاثة ولا يجتمع العهد والاستغراق حتى يقال: إن الإشارة إلى جميع أنواع الذلة، ولم يتفق ذلك إلا في قوله تعالى: (فجمع السحرة) بعد قوله: (بكل سحار عليم) وفيه بعد ذلك كلام. تمت.
(٣) في إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (١/ ٢٠٧)، (٣/ ٣٧٤)، بتحقيقي.
(٤) [الأعراف: ١٦٧].