للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي المزمور الثالث عشر بعد المائة: " إلهنا في السماء وفي الأرض، وكلما شاء صنع. أوثان الأمم فضة وذهب، أعمال أيدي الناس لها أفواه، ولا تتكلم، لها أعين ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، لها مناخر ولا تشم، لها أيادي ولا تلمس، لها أرجل ولا تمشط، ولا تصوت بحنجرتها" انتهى.

وفي المزمور الثالث والثلاثين بعد المائة، ما لفظه: "أوثان الأمم فضة وذهب، أعمال أيدي الناس، لهم أفواه ولا يتكلمون، ولهم أعين ولا يبصرون، ولهم آذان ولا يسمعون، وليس في أفواههم روح. مثلهم يصير الذين يصنعونهم، وجميع المتوكلين عليهم ". انتهى.

وأما إنجيل المسيح -عليه السلام- فهو مشحون بالتوحيد، وبذم المشركين والمنافقين والمرائين، ومن أراد استيفاء ذلك، فليراجع الأناجيل (١) الأربعة التي جمعها الأربعة من


(١) إن الأناجيل تمثل جزءا رئيسا من (الكتاب المقدس) عند النصارى، الذي ينقسم عندهم إلى قسمين رئيسين هما:
١ - ): العهد القديم: الذي يحتوي على أسفار الأنبياء الذين كانوا قبل المسيح ومنها التوراة.
٢ - ): العهد الجديد: ويحتوي على الأسفار التي تبدأ بظهور المسيح عليه السلام، وتنقسم بحسب محتوياتها إلى ثلاثة أقسام هي:
- قسم الأسفار التاريخية وتشمل الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل.
- قسم الأسفار التعليمية وتشمل رسائل الحواريين وتلاميذ المسيح.
- قسم رؤيا يوحنا اللاهوني.
أما الإنجيل لغة: فهو كلمة مأخوذة من اللفظ اليوناني (إيفانجليون EVANGELION) ومعناه (الخير الطيب) أو البشارة.
واصطلاحا: يزعم النصارى أن المسيح عليه السلام قد استعمل كلمة الإنجيل بمعنى (بشرى الخلاص من خطيئة آدم الأزلية) التي حملها إلى البشر، واستعملها تلاميذه من بعده بالمعنى نفسه، ثم استعملت هده الكلمة على الكتاب الذي يتضمن هذه البشرى وهي سيرة المسيح عليه السلام وقد غلب استعمالها بهذا المعنى على إنجيل متى، إنجيل مرقص وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا.
انظر: كتاب "يسوع المسيح" (ص ١٤)، للأب بولس إلياس، "قاموس الكتاب" (ص ١٢٠ - ١٢١)، "قصة الحضارة" (١١/ ٢٠٦) لويورانت، ومحتويات هذه الأناجيل فيمكن تقسيمها إلى خمسة موضوعات.
١ - ) القصص: وبشغل الحيز الأكبر منها تتحدث عن قصة المسيح عليه السلام بدءا بولادته ثم دعوته ثم موته على الصليب ودفنه ثم قيامه من القبر ثم صعوده إلى السماء -حسب زعمهم-.
٢ - ) العقائد: وتتركز بشكل رئيسي حول ألوهية المسيح وبنوته لله وتقرير أسس العقيدة النصرانية المنحرفة وأكتر الأناجيل صراحة في تقرير ذلك إنجيل يوحنا.
٣ - ) الشريعة: يفهم من الأناجيل أنها أقرت شريعة موسى عليه السلام إلا ما ورد عن المسيح بتعديله أو نسخه في أمور محدودة وهي: الطلاق وقصاص الجروح ورجم الزانية.
٤ - ) الأخلاق: يفهم منها الغلو والإمعان في المثالية والتسامح والعفو ودفع السيئة بالحسنة (متى الإصحاح ٥).
٥ - ) الزواج وتكوين الأسرة: لم تهتم الأناجيل كثيرا. مسألة الزواج، ولكن يفهم منها عموما أن المتبتل الأعزب أقرب إلى الله من المتزوج الذي يعاشر النساء.
وقد اعتمدت هذه الأناجيل الأربعة عند النصارى مجمع نيقية عام ٣٢٥ م.