للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفيد الاختصاص بصور الحيوانات قوله في حديث ابن عمر المتقدم: "أحيوا ما خلقتم"؛ فإن التحدي بالإحياء، وتكليف المصورين بنفخ الأرواح في الأجسام التي صوروها لا يكون إلا إذا كانت الأجسام المصورة حيوانية لا جمادية.

ومثل ذلك ما تقدم في حديث ابن عباس (١) الآخر بلفظ: "من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح، وما هو بنافخ".

المسألة الرابعة: قال - كثر الله فوائده -: وهل ذلك مما يجب فيه الإنكار أم لا؟.

أقول: قد تقرر بأدلة الكتاب العزيز (٢)، والسنة المطهرة (٣) أن إنكار المنكر من أوجب


(١) تقدم تخريجه.
(٢) (منها): قوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} [آل عمران: ١٠٤].
ومنها قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} [آل عمران: ١١٠].
ومن الآيات التي تدل على خطورة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قوله تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [المائدة: ٧٨ - ٧٩]
(٣) أخرج مسلم في صحيحه رقم (٤٩) والترمذي رقم (٢١٧٢) وابن ماجه رقم (١٢٧٥، ٤٠١٣) والنسائي (٨/ ١١، ١١٢).
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". وهو حديث صحيح.
وأخرج أبو داود رقم (٤٣٣٦) والترمذي رقم (٣٠٤٧) وابن ماجه رقم (٤٠٠٦) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه: " ... والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرًا".
وهو حديث حسن بشواهده.