(٢) هذا البيت من قصيدة يعزي فيها سيف الدولة بأخته الصغرى أنشدها في رمضان سنة ٣٤٤، وهي من الخفيف والقافية من المتواتر. ومطلعها: إن يكن صبر ذي الرزية فضلا ... فكن الأفضل الأعز الأجلا "الديوان" (٣/ ١٢٣). أما معنى البيت الذي استشهد به الشوكاني فيقول شارح الديوان (٣/ ١٣١): يريد أن كل من أبكته الدنيا إنما يبكي عليها، ولا يخلي الإنسان يديه عنها إلا قسرا. (٣) نفتح أمامك صفحات مطوية. أخرج ابن أبي الدنيا في "الإخوان" رقم (١٦٢): حدثني رياح بن الجراح العيدي، قال: جاء فتح الموصلي إلى صديق له يقال له عيسى التمار. فلم يجده في المنزل، فقال للخادم: أخرجي إلي كيس أخي، فأخرجته له فأخذ درهمين، وجاء عيسى إلى منزله فأخبرته الخادم بمجيء فتح وأخذه الدرهمين فقال: إن كنت صادقة فأنت حرة، فنظر فإذا هي صادقة فعتقت. قال الإمام أحمد رحمه الله: لو أن الدنيا جمعت حتى تكون في مقدار لقمة، ثم أخذها أمرؤ مسلم فوضعها في فم أخيه لما كان مسرفا. انظر: "طبقات الحنابلة" (١/ ١٠٦). قال أبو سليمان الداراني: قد يعملون بطاعة الله عز وجل ويتعاونون على أمره ولا يكونوا إخوانا حتى يتزاوروا ويتباذلوا. انظر كتاب: "الإخوان" (ص١٢٧).