كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

الفقه وأصوله - زهرة النسرين الفائح بفضائل المعمرين - ج: 11 - ص: 5350

الفند (١) وقد ذهب عنه العقل - غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفع في أهل بيته، وسماه أهل السماء: أسير الله، وإذا بلغ مائة سنة سمي: حبيب الله (٢)، حق على الله أن لا يعذب حبيبه في الأرض".

وأخرجه أيضًا ابن مردويه (٣) بإسناده من حديثه، وزاد في أوله قصة، وهي أنه قال: " بينما النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جالس ذات يوم في عدة من أصحابه، إذا دخل شيخ كبير متوكئ على عكازة له، فسلم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، فردوا عليه السلام، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اجلس يا حماد، فإنك على خير" قال علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - بأبي وأمي يا رسول الله، قلت لحماد: " اجلس، فإنك على خير"؟! قال: نعم يا أبا الحسن، إذا بلغ العبد ... " فذكر الحديث. وقال فيه: " وإذا بلغ ستين سنة وهو الوقف إلى الستين في إقبال من قوته، وبعد الستين في إدبار من قوته".

وأخرجه أيضًا أبو موسى من طريق ابن مروديه (٤). وقال: " هذا الحديث له طرق غرائب، وهذا الطريق أغربها [وفيها ألفاظ ليست في غيرها وهو كما ....................

---

(١) " الفند" في الأصل الكذب، وأفند تكلم بالفند، ثم قالوا للشيخ إذا هرم قد أفند، لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة، وأفنده الكبر إذا أوقعه في الفند.
"النهاية" (٣/ ٤٧٥).
(٢) في نوادر الأصول" (١/ ٣٧٥): حبيب الله في الأرض".
(٣) في تفسيره كما في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ١٤٣) و" معرفة الخصال المكفرة" (ص٩٨) وإسناده:" حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي، حدثنا محمد بن صالح بن سهل الزيدي، حدثنا داود بن حماد بن الفرافصة .. " وإسناده ضعيف.
قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة" (٢/ ١٠٢ رقم الترجمة ١٨١٧): في ترجمة "حماد": جاء ذكره في حديث أخرجه أبو موسى من طريق اليقظان بن عمار بن ياسر، أحد الضعفاء، عن الزهري ... ".
(٤) في تفسيره كما في اللآلئ" (١/ ١٤٣) و" معرفة الخصال المكفرة" (ص٩٩).