للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجواب]

وعليكم السلام، ورحمة الله وبركاته: الذي جاءت به الأدلة المتواترة معنى هو النهي عن الإضرار بالجار، بأي وجه من الوجوه، ولو لم يكن من ذلك إلا التوصية منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بالجار (١)، والأمر بالإحسان إليه (٢)، والنهي عن إضراره (٣).

وقد ثبت وصح عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه " (٤). فانظر كيف علق ثبوت الإيمان بذلك الوصف، فلا يأمن لمن لم يأمن جاره بوائقه.


(١) منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٦٠١٤)، ورقم (٦٠١٥)، ومسلم رقم (٢٦٢٤، ٢٦٢٥) والترمذي رقم (١٩٤٢، ١٩٤٣) وأبو داود رقم (٥١٥١، ٥١٥٢) وابن ماجه رقم (٣٦٧٣) وابن حبان في صحيحه رقم (٥١٢، ٥١٣) عن ابن عمر، وعائشة: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ".
(٢) منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٦٠١٨) ومسلم رقم (٤٨) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".
(٣) أخرج مسلم في صحيحه رقم (٤٥) عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو لأخيه ما يحب لنفسه ".
(٤) أخرجه البخاري رقم (٦٠١٦) ومسلم رقم (٤٦) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه ".
* وأخرج مسلم في صحيحه رقم (٤٦) وأحمد في " المسند " (٢/ ٣٧٣): " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ".