للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثبت أيضًا في الصحيح (١) عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: " والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فمن ضارر مسلما فقد ظلمه، وأحب له ما يكره لنفسه.

ومن ذلك حديث: " لا ضرر ولا ضرار في الإسلام " (٢)، والجار أخص من ذلك كله بأدلته الخاصة، وقد ثبت عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أنه قطع نخل رجل كان يضارر جاره وقال له: " إنما أنت مضار " (٣). فإذا كان مجرد حصول المضاررة مسوغا


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٧٦، ٢٧٢، ٢٧٨) والبخاري رقم (١٣) ومسلم رقم (٤٥) والنسائي (٨/ ١١٥) والترمذي رقم (٢٥١٧) وابن ماجه رقم (٦٦) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٣١٣) وابن ماجه رقم (٢٣٤١) والطبراني في " الكبير " (١/ ٣٠٢ رقم ١١٨٠٦) من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا ضرر ولا ضرار ... ".
وهو حديث صحيح لغيره.
وأخرجه ابن ماجه رقم (٢٣٤٠) من حديث عبادة بن الصامت وهو حديث صحيح.
وأخرجه الدارقطني في " السنن " (٤/ ٢٢٨ رقم ٨٦) والحاكم (٢/ ٥٧) والبيهقي في " السنن الكبرى " (٦/ ٦٩) من حديث أبي سعيد الخدري.
وأخرجه الطبراني في " الكبير " (٢/ ٨٦ رقم ٣٨٧) وأبو نعيم في " أخبار أصفهان " (١/ ٣٤٤) من حديث ثعلبة بن مالك.
قلت: حديث: " لا ضرر ولا ضرار " حديث صحيح. انظر: " الصحيحة " رقم (٢٥٠).
(٣) عن سمرة بن جندب أنه كانت له عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار، قال: ومع الرجل أهله، قال: وكان سمرة يدخل إلى نخله فيتأذى به الرجل ويشق عليه فطلب إليه أن يناقله فأبى فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر ذلك له فطلب إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبيعه فأبى فطلب إليه أن يناقله فأبى قال: " فهبه لي ولك كذا وكذا " أمرا رغبه فيه فأبى فقال: " أنت مضار " فقال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصاري: " اذهب فاقلع نخله ".
أخرجه أبو داود في " المراسيل " رقم (٤٠٧) وفيه محمد بن عبد الله: هو ابن أبي حماد الطرسوسي القطان، روى عنه جمع، وباقي السند رجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعن.
وأخرجه البيهقي (٦/ ١٥٨) من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري عن سعيد بن المسيب ..