للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجاب مولانا العلامة البدر محمد بن علي الشوكاني - كثر الله فوائده -.

أقول: حامدا لله - سبحانه -، ومصليا على رسوله وآله - قد ثبت في هذه الشريعة المطهرة تنزيه المساجد على العموم بما هو دون هذه الأمور المذكورة في السؤال بكثير، فكيف بالمسجد الحرام الذي له من الفضائل الجزيلة، والمناقب الجميلة ما يصعب حصره، وتعسر الإحاطة به! وهو بيت الله - سبحانه - في أرضه، وقبلة العالم، ومكان حجهم! فمن جملة ما ورد في تنزيه المساجد على العموم ما أخرجه الشيخان (١) وغيرهما (٢) عن ابن عمر قال:" بينما رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يخطب يوما إذ رأى نخامة في قبلة المسجد، فتغيظ على الناس ثم حكها قال: وأحسبه قال: فدعا بزعفران فلطخه به، وقال:" إن الله قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق بين يديه".

وأخرج ابن ماجه (٣) من حديث أبي هريرة، وفي إسناده القاسم بن مهران، وهو مجهول (٤)، وأخرج نحوه ابن خزيمة في صحيحه (٥) من حديث أبي سعيد، وأخرج أيضا


(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤٠٦) ومسلم رقم (٥٤٧) عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى بصاقا في جدار القبلة، فحكه، ثم أقبل على الناس فقال:" إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى".
(٢) كأبي داود رقم (٤٧٩) واللفظ له.
(٣) في:"السنن" رقم (١٠٢٢).
قلت: وأخرجه مسلم في صحيحه رقم (٥٥٠) وأحمد (٢/ ٢٥٠)، وهو حديث صحيح
(٤) بل هو القاسم بن مهران القيسي [مسلم، النسائي، ابن ماجه] خال هشيم فثقة. له عن أبي رافع الصائع، وعنه شعبة وعبد الوارث. وثقه ابن معين. حديثه في الزجر في القبلة.
"ميزان الاعتدال" (٣/ ٣٨٠ رقم ٦٨٤٩).
(٥) (٢/ ٤٦، ٦٣ رقم ٨٨٠،٩٢٦) وأخرجه أبو داود رقم (٤٨٠) واحمد (٣/ ٢٤) والحاكم (١/ ٢٥٧) بإسناد حسن.
عن أبي سعيد الخدري قال: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعجبه العرجين أن يمسكها بيده، فدخل المسجد ذات يوم، وفي يده واحد منها، فرأى نخامات في قبلة المسجد فحتهن حتى أنقاهن، ثم أقبل على الناس مغضبا فقال:" أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبصق في وجهه، إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة، فإنما يستقبل ربه، والملك عن يمينه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه".