للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته " وهذا ثابت في الصحيح (١).

فعرفت تحريم الغيبة (٢) كتابا وسنة وإجماعا، ولكنه قد وقع في كلام جماعة من العلماء الاستثناء لصور صرحوا بأنه يجوز فيها الغيبة، وكلماتهم في ذلك متفاوتة، وما ذكروه من الأعداد المستثناة مختلف.

فلنقتصر هاهنا على ذكر ما أورده النووي في شرح .............................................


(١) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٢٥٨٩) وأبو داود رقم (٤٨٧٤) والترمذي رقم (١٩٣٤) وقال: حديث حسن صحيح.
وأحمد (٢/ ٣٨٤، ٣٨٦) والدارمي (٢/ ٢٩٧) والبغوي في "شرح السنة" رقم (٣٥٦٠) والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ٢٤٧) من طرق. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وهو حديث صحيح.
(٢) الغيبة: قال ابن الأثير في "النهاية" (٣/ ٣٩٩) هو أن يذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه، فإذا ذكرته بما ليس فيه فهو البهت والبهتان، وقال صاحب "تاج العروس" (٢/ ٢٩٧): الغيبة من الغيبوبة، والغيبة من الاغتياب. يقال: اغتاب الرجل صاحبه اغتيابا إذا وقع فيه: وهو أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء أو بما يغمه [لو سمعه] وإن كان فيه، فإن كان فيه صدقا فهو غيبة، وإن كان كذبا فهو البهت.
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" (٤/ ٤٠٣). غيب الغين والياء والباء أصل صحيح يدل على تستر الشيء عن العيون، ثم يقاس. من ذلك الغيب: ما غاب مما لا يعلمه إلا الله. ويقال غابت الشمس تغيب غيبة وغيوبا وغيبا، وغاب الرجل عن بلده. وأغابت المرأة فهي مغيبة إذا غاب بعلها، ووقعنا في غيبة وغيابة، أي هبطة من الأرض يغاب فيها، قال تعالى في قصة يوسف عليه السلام: (وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ).
والغيبة: الوقيعة في الناس من هذا؛ لأنها لا تقال إلا في غيبة.
* البهت: الباء والهاء والتاء أصل واحد، وهو كالدهش والحيرة، يقول: بهت الرجل يبهت بهتا، والبهتة الحيرة. فأما البهتان فالكذب، يقول العرب: يا للبهيتة. أي الكذب.
"مقاييس اللغة" (١/ ٣٠٧).
وقيل: البهتان: الباطل الذي يتحير من بطلانه والكذب.
"لسان العرب" (١/ ٥١٣). وانظر:" تاج العروس" (٣/ ١٩).