للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من] (١) تجيب ".

وأخرج البخاري في تاريخه (٢)، وابن أبي حاتم (٣)، وأبو الشيخ (٤) عن ابن عباس - في الآية - قال: هم قوم من أهل البيت، ثم من كندة، ثم من السكون.

وأخرج البخاري في تاريخه (٥) عن القاسم بن مخيمرة قال: أتيت ابن عمر فرحب بي، ثم تلا: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ} الآية، ثم ضرب على منكبي وقال: أحلف بالله إنهم لمنكم أهل اليمن.

إذا عرفت أن هذه الآية نازلة فيهم بهذه الأحاديث، فاعلم أنها قد اشتملت على مناقب لأهل اليمن.

الأولى منها: اختصاص أهل اليمن بهذه المزية العظيمة، وهي أن الله - سبحانه - يأتي بهم عند ارتداد غيرهم من قبائل العرب التي هي ساكنة في هذه الجزيرة على اختلاف أنواعها، وتباين صفاتها، فإن ذلك لا يكون إلا لمزيد شرفهم، وأنهم حزب الله - عز وجل - عند خروج غيرهم من هذا الدين، وتمكن الإسلام في قلوبهم، وعدم تزلزل أقدامهم عند تزلزل أقدام غيرهم، وقد نقل الإخباريون والمفسرون أنه ارتد عن الإسلام إحدى عشرة قبيلة من قبائل العرب، وأهل اليمن باقون على الإسلام كلهم متمسكون بشعائره، مقاتلون من خرج عنه.

المنقبة الثانية: قوله - عز وجل - {يُحِبُّهُمْ} فليس بعد هذه الكرامة والتشريف


(١) زيادة يستلزمها السياق.
(٢) (٣/ ٢\ ١٩٥ رقم ٢١٥١).
(٣) في تفسيره (٤/ ١١٦٠ رقم ٦٥٣٦).
(٤) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١٠٣).
(٥) (٤/ ١/ ١٦٠ - ١٦١ رقم ٧١٨).
قال ابن جرير في "جامع البيان" (٤\ج٦/ ٢٨٥): وأولى الأقوال عندنا بالصواب ما روي به الخبر عن رسول الله أنهم أهل اليمن قوم أبي موسى الأشعري.