للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين عباد الله المؤمنين.

المنقبة الرابعة: قوله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} فإن الذلة لأهل الإيمان من أشرف خصال المؤمنين، وأعظم مناقبهم، وهو التواضع الذي يحمده الله - عز وجل -، ويرفع لصاحبه الدرجات، وفي ذلك الخلوص من معرة كثير من خصال الشر التي من جملتها الكبر والعجب (١).

المنقبة الخامسة: قوله - عز وجل -: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} فإن ذلك هو أثر الصلابة في الدين، والتشدد في القيام به، والكراهة لأعدائه، والغلظة على الخارجين عنه.

المنقبة السادسة: قوله - سبحانه -: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فإن الجهاد هو رأس الواجبات الشرعية، وبه يقوم عماد الدين، ويرتفع شأنه، وتتسع دائرة الإسلام، وتتقاصر جوانب الكفر ويهدم أركانه.

المنقبة السابعة: قوله - سبحانه -: {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} وهذا هو شأن الإخلاص، والقيام لله - عز وجل -، وعدم المبالاة يخالف الحق، ويباين الدين.

وجاء بالنكرة في سياق النفي فشمل كل لائمة تصدر من لائم، أي لائم كان، سواء كان جليلا أو حقيرا، قريبا أو بعيدا، وما أدل هذه المنقبة على قيامهم في كل أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، القيام الذي لا تطاوله الجبال، ولا تروعه الأهوال، ولما جمع الله - عز وجل - لهم هذه المناقب في هذه الآية الشريفة نبههم على عظيم العطية، وجليل الإحسان فقال {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢) ففيه


(١) قال القرطبي "الجامع لأحكام القرآن " (٦/ ٢٢٠) قال ابن عباس: هم للمؤمنين كالوالد للولد والسيد للعبد، وهم في الغلظة على الكفار كالسبع على فريسته قال تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).
(٢) [المائدة: ٥٤].