أخرجه الترمذي رقم (٢٣٨٠) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه رقم (٣٣٤٩) وابن حبان في صحيحه رقم (٥٢٣٦) والحاكم (٤/ ١٢١). وهو حديث صحيح. (٢) قال الماوردي في " أدب الدنيا والدين " (ص٨١): قلما تجد بالعلم معجبا ربما أدرته مفتخرا، إلا من فيه مقلا ومقصرا، لأنه قد يجهل قدره، ويحسب أنه نال بالدخول أكثره. فأما أكثره من كان فيه متوجها، ومنه مستكثرا، فهو يعلم من بعد غايته، والعجز عن إدراك نهايته. ما يصده عن العجب به وقد قال الشعبي: العلم ثلاثة أشبار، فمن نال منه شبرا شمخ بأنفه، وظن أنه ناله! ومن نال منه الشبر الثاني صغرت إليه نفسه وعلم أنه لم ينله، وأما الشبر الثالث فهيهات! لا يناله أحد أبدا ". (٣) قال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) [محمد: ١٩] فبدأ بالعلم وأن العلماء هم ورثة الأنبياء؛ ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة. وقال جل ذكره: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: ٢٨] وقال: (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت: ٤٣]، (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [الملك: ١٠]. وقال (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: ٩]. وقال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما العلم بالتعلم ". انظر: " فتح الباري " (١/ ١٦١).