(٢) قال ابن جني في (الخصائص) (١/ ٣٣): أمَّا حد اللغة فإنه أصات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ... وأمَّا تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فُعْلة من لغوت: أي تكلمت وأصلها لُغوة ككرة وقُلّةٍ وثُبة، كلها لاماتها واوات. لقولهم كروت بالكرة، وقلوت بالقلة، ولأن ثبة كأنها مقلوب ثاب يثوب وقد دللت على ذلك وغيره من نحوه في كتاب في (سر الصناعة) وقالوا فيها: لغات ولُغُوت، ككرات، وكروت، وقيل منها لغي يلغي إذا هذَى ومصدره اللَّغا قال: وربِّ أسراب حجيجٍ كُظّمِ ... عن اللغَا ورَفَثِ التَّكلُّمِ وكذلك اللغو، قال الله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} أي بالباطل وفي الحديث: «من قال في الجمعة: صه فقد لغا» أي تكلم. قال إمام الحرمين في "البرهان" اللغة من لغى يلغَى من باب أضى إذا لهج بالكلام وقيل من لغى تَلْغَى. قال ابن الحاجب في مختصره: حدُّ اللغة كل لفظٍ وضع لمعنى. قال الأسنوي في "شرح منهاج الأصول": اللغات: عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني. "المزهر في علوم اللغة وأنواعها" للسيوطي (١/ ٧ـ١٥).