للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدَهما إلى الآخر.

وقيل هو أن يأخُذَ من اللفظ ما يناسبه في التركيب فيجعلَه دالاً على معنًى يناسب معناه.

وقيل الأول باعتبار العلمِ والثاني باعتبار العملِ.

وقيل ردُّ لفظٍ إلى آخَرَ بموافقته في حروفه الأصليةِ ومناسبتِه في المعنى.

وقيل ما وافق أصلاً بحروفه الأصولِ ومعناه بتغيير ما (١).

وقد نوقش كلُّ حدٍّ من هذه الحدودِ بمناقشات مدفوعةٍ بدُفوعات، وهذه الحدودُ وإن صحّ اعتبارُها في بعض أنواعِ الاشتقاقِ فإنه لا يصِحُّ في البعض الآخَرِ فالأولى أن يُرْسَمَ كلُّ واحدٍ منهما برسم يُخصُّه حتى يميِّزَ بعضَها من بعض فيذكُرَ أولاً الأقسامَ ثم يذكُرَ مفهومَ كلِّ واحدٍ منها على وجه يتبين به معناه فنقول: الاشتقاقُ ينقسم إلى ثلاثة أقسامٍ (٢): أصغرَ وصغيرٍ وأكبرَ.

فالأولُ إذا توافقت الحروفُ الأصولُ كضَرَب وضارِبٍ مرتّبةً من غير اعتبارٍ ما يتصل بينها من حروف زائدةٍ.

والثاني إذا اتفقت الحروفُ الأصليةُ بدون ترتيبٍ كجَذَب وجَبَذ وحمِد ومدَح وكَنَي وناك.

والثالثُ تناسبُ بعضِ الحروفُ الأصليةِ في النوعية وبعضِها في المخرج نحوُ ثلَبَ وثَلَم. أو تناسَب بعضُها في النوعية فقط أو في المخرج فقط كما [ .... .] (٣) ويشترط فيه عدمُ


(١) وقال في (شرح التسهيل): الاشتقاق أخذُ صيغةٍ من أخرى مع اتفاقهما معنًى. ومادةً أصلية، وهيئة تركيب لها ليدّل بالثانية على معني الأصل بزيادة مفيدة لأجلها اختلفا حروفًا وهيئة: كضارب من ضرب، وقذِرٌ من قذِر.
(المزهر في علوم اللغة وأنواعها) (١/ ٣٤٦).
(٢) انظر: (الكوكب المنير) (١/ ٢٠٧ ـ ٢١٠)، (البحر المحيط) (١/ ٨٣ ـ ٨٥).
(٣) كلمة غير واضحة في المخطوط.