للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خوارزم وبلخ من خراسانَ. وقال في كتاب (المسالك والممالك) (١): جيحون نهر بلخٍ وبلخٌ من خراسان، ثم يخرج من بلاد خراسانَ ويجري بين بلاد خوارزم حتى يصب في بحيرتها.

ثم قال: وجيحان بالألف نهر يخرج من حدود الرومِ ويمتدُّ إلى أقرب حدودِ الشام. هكذا قال فوافق صاحب القاموس فيهما. وقال ياقوت في معجم البلدان (٢): جيحانُ بالفتح ثم السكونِ، والحاءُ مهملةٌ، وألفٌ ونونٌ نهر بالمصيصةِ بالثغر الشامي، ومخرجُهُ [٣] من بلاد الروم، ويمرُّ حتى يضيقَ بمدينة تعرفُ بكفرسا باب المصيصةِ، وعليه عند المصيصة قنطرةٌ من حجارة روميةِ عجيبةٍ قديمةٍ عريضةٍ، فيدخل منهما إلى المصيصةِ، وينفذ منها ليمتد أربعةَ أميال، ثم يصب في بحر الشام. ثم ذكر قولَ المتنبي (٣):

سريتُ إلى جيحانَ من أرض آمدٍ ... ثلاثًا لقد أعياك ركَضٌ وأبعدا

ثم ذكر أبياتًا لعدي بن الرِّقاع العاملي (٤) فيها ذكر جيحانَ، ثم قال: جيحون بالفتح وهو اسمٌ أعجميٌّ، وقد تعسَّف بعضهم وقال هو من جاحة إذا استأصلَه، ومنه الخطوب الجوائحُ، سمِّيَ بذلك لاجتياحهِ الأرضين.


(١) المسالك والممالك: تأليف: محمد بن الحسن الكلاعي الحميدي (بعد ٤٠٤هـ) نقله من كتاب (المسالك والممالك) للعزيزي الحسن بن محمد المهلبي المتوفي سنة ٣٨٠هـ. وهو في صفة بيت المقدس.
(٢) (٢/ ١٩٦).
(٣) في قصيدة يمدح سيف الدولة ويهنئه بعيد الأضحى ومطلعها:
لكل امرئ من دهرِهِ ما تعوَّدا ... وعادات سيف الدولة الطَّعن في العدا
(ديوان أبي الطيب المتنبي) (١/ ٢٨٣).
(٤) ومنها:
فقلت لها: كيف اهتديت ودوننا ... دُلُوكٌ وأشراف الجبال القواهرُ
وجيحانُ جيحانُ الملوك وآلسٌ ... وحَزْنٌ خزازي والشعوب القواسرُ