للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجب على الورثة اليمين (١).

فإن قلت: قد جعل السائل قول الله- عز وجل-: {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم ويرجعون} (٢) دليلا على عدم قبول ما يرويه الأحياء عن الأموات في المنام.

قلت: هذه الآية في شيء آخر، وهم الذين تقوم عليهم القيامة، وينفخ في الصور فيموتون جميعا، لا يستطيع أحدهم أن يوصي إلى الآخر بأن يبلغ أهله عنه. والسياق يوضح المعنى قال- عز وجل-: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهليهم يرجعون} (٣). ويدلا على ذلك ما أخرجه عبد الرزاق (٤)، والفريابي (٥)،


(١) لا تثبت الأحكام بالإلهام والأحلام، وكذا صحة الأحاديث والأخبار: قال المحدث المباركفوري: " إن الحديث الذي لا يعلم صحته لا يكون صحيحا بتصحيحه قي المنام ولا بالكشف والإلهام، فإن أمثال هذا الحكم لا تثبت بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وإنما تثبت بقوله في حياته في الدنيا ولأن مدار الحديث على الإسناد، تال القاري في شرح النخبة وأما الكشف والإلهام فخارجان عن المبحث لاحتمال الغلط فيهما ".
انظر: مقدمة تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي (١/ ٣٠٩).
وقال ابن القيم في مدارج السالكين (١/ ٧٧ - ٧٨): وأما رؤيا غير- الأنبياء فتعرض على الوحي الصريح، فإن وافقته وإلا لم يعمل ها.
فإن قيل؛ فما تقولون إذا كانت رؤيا صادقة، أو تواطأت؟
قلنا: مني كانت كذلك استحال مخالفتها للوص، بل لا تكون إلا مطابقة له، منبهة عليه، أو منبهة على اندراج قضية خاصة في حكمه، لم يعرف الرائي اندراجها فيه فيتنبه بالرؤيا على ذلك.
(٢) [يس: ٥٠]
(٣) [يس: ٤٨ - ٥٠]
(٤) في تفسيره (٢/ ١٤٤).
(٥) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٦٢).