للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستدلوا بمثل ما أخرجه ابن مردويه (١)، وابن عساكر (٢) من حديث عبد الله بن عمر: " أن أرواح المؤمنين تجمع بالجابية، وأرواح الكفار تجمع ببير برهوت ".

وأخرج ابن أبي الدنيا (٣) عن على قال: (أرواح المؤمنين في بير زمزم، وأرواح الكفار ببير برهوت).

وأخرج الحاكم في المستدرك (٤)، وابن منده (٥) عن عبد الله بن عمر: " أن أرواح


= قال ابن القيم في "الروح" (ص ١٢٦): أما قول من قال إن أرواح المؤمنين تجتمع بير زمزم فلا دليل على هذا القول من كتاب ولا سنة يجب التسليم لها ولا قول صاحب يوثق به وليس بصحيح فإن تلك البئر لا تسع أرواح المؤمنين جميعا وهو مخالف لما ثبتت به السنة الصريحة من أن نسمة المؤمن طائر يعلف في شجر الجنة.
قال ابن القيم في الروح (ص ١٢٥): أما قول عبد الله بن عمر إن أرواح المؤمنين بالجابية- فإذا أراد عبد الله بن عمر بالجابية التمثيل والتشبيه وأنها تجمع في مكان فسيح يشبه الجابية لسعته وطيب هوائه فهذا قريب وإن أراد نفس الجابية دون سائر الأرض فهذا لا يعلم إلا بالتوقيف ولعله مما تلقاه عن بعض أهل الكتاب.
وأما من قال إن أرواح المؤمنين في عليين في السماء السابعة وأرواح الكفار في سجين في الأرض السابعة فهذا قول قد قاله جماعة من السلف والخلف ويدل عليه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم الرفيق الأعلى" ...
ولكن هذا لا يدل على استقرارها هناك بل يصعد بها إلى هناك للعرض على ربها فيقضى فيها أمره ويكتب كتابة من أهل عليين أو من أهل سجين، ثم تعود إلى القبر للمسألة ثم ترجع إلى مقرها التي أودعت فيه فأرواح المؤمنين في عليين بحسب منازلهم وأرواح الكفار في سجين بحسب منازلهم.
(١) لم يعزه السيوطي لابن مردويه بل عزاه لابن منده في " الجنائز" وابن عساكر من حديث عبد الله بن عمر
(٢) عزاه إليه السيوطي في " شرح الصدور " (ص ٣١٢)
(٣) عزاه بليه السيوطى في "شرح الصدور" (ص ٣١٣)
(٤) (٣/ ٥٢٨) وقال الذهبي: الأخنس تابعي كبير أودعه البخاري في الضعفاء، وقواه أبو حاتم وغيره
(٥) عزاه إليه السيوطي في " شرح الصدور " (ص ٣١٣)