للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمد لله وحده. حديث عائشة (١) أنها قالت لما توفي صبي من الأنصار: " طوبى له عصفور من عصافر الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه " فقال- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أو غير ذلك يا عائشة، إن الله تعالى خلق للجنة أهلا خلقهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهي في أصلاب آبائهم" هكذا ساقه مسلم في صحيحه (٢).

قال النووي في شرح (٣) مسلم عند ذكر ما نصه: " أجمع (٤) من يعتد به من علماء


(١) عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر، تزوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بمكة قبل الهجرة بسنتين. هذا قول أبي عبيدة. وقال غره: بثلاث سنين وهى بنت ست سنين وقيل: بنت سبع، وابتنى بها بالمدينة، وهى ابنة تسع، ولم ينكح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكرا غيرها، واستأذنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكنية فقال لها: " اكتني بابنك عبد الله بن الزبير " يعني ابن أختها.
قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
روت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علما طيبا مباركا فيه، بلغ مسندها (٢٢١٠).
اتفق البخاري ومسلم ب (١٧٤) حديثا وانفرد البخاري ب (٥٤) وانفرد مسلم بـ (٦٩).
توفيت سنة ثمان وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة، فدفنت بعد الوتر بالبقيع.
انظر: الاستيعاب رقم (٣٤٦٣) وشذرات الذهب (١/ ٩) الإصابة رقم (١١٤٥٧) وسير أعلام النبلاء (٢/ ١٣٥ - ٢٠١)
(٢) (٤/ ٢٠٥٠ رقم ٣١/ ٢٦٦٢)
(٣) (١٦/ ٢٠٧)
(٤) الإجماع لغة:
١) العزم والتصميم قال تعالى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} [يونس: ٧١].
٢) الاتفاق، يقال: أجمع القوم على كذا، أي اتفقوا.
الإجماع في الاصطلاح: اتفاق أهل الحل والعقد من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عصر من الأعصار على حكم واقعة من الوقائع.
انظر: أصول مذهب الإمام أحمد (ص ٣٤٧)، والأحكام للأمدي (١/ ١٩٦)، وتيسير التحرير (٣/ ٢٤٤).