للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي منتظرة (١)، وكذا قول الشاعر (٢):

فإن غدا لناظره قريب

وجاء. معنى التفكر (٣) والاعتبار، ويستعمل حينئذ بفي يقال نظرت في الأمر الفلاني أي: تفكرت، وجاء. معنى الرأفة والتعطف، ويستعمل حينئذ باللام، يقال: نظر الأمور [٣٩] لفلان أي رأف به وتعطف، وجاء. معنى الرؤية ويستعمل بإلى قال الشاعر (٤):

نظرت إلى من أحسن الله وجهه ... فيا نظرة كادت على وامق تقضي (٥)

والنظر في الآية موصول "بإلى" (٦) مقرون بالوجوه فوجب حمله على الرؤية فتكون واقعة في ذلك اليوم، وهو فرع الصحة فاستشهادكم. مما هو متعد بنفسه خارج عن محل


(١) الخلاصة: ليس قول من قال إن (ناظرة). معنى منتظرة. مستقيم لأن نظرة إذا كانت. معنى الأنظار لا يدخل عليها حرف الغاية.
يقال: نظرت فلافا أي أنظرته، ولا يقال نظرت إليه وقول من قال من- غلاة المعتزلة- إن (إلى) هنا اسم. معنى النعمة وهو واحد، أي: منتظرة نعمة رها ليس. مستقيم أيضا، لأن الله تعالى أخبر عن الوجوه أنها ناعمة، فدخل النعيم ها وظهرت أماراته عليها، فكيف تنظر ما اخبر الله عز وجل أنه حال فيها، إنما ينظر إلى الشيء الذي هو غر موجود والوجه الذي ليه الجمهور: أن المراد رؤية الله سبحانه وتعالى ومن اعتقد غير ذلك فهو مبتدع انظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (٤/ ٥٧٦ - ٥٧٧)." الدر المصون " (١/ ٥٧٤).
(٢) سبق ذكره
(٣) أي تعدى بـ (في) قال تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (لأعراف:١٨٤).
(٤) أورده الإيجي في "المواقف" (ص: ٣٠٥).
(٥) في المخطوط [أ] تقصر.
الوامق: ومق ومقة وومقا أحبه، وقيل الوامق: العشق، لسان العرب (١٥/ ٤٠٩).
ومعلوم أن الذي يقضي على الوامق هو رؤية المعشوق لا تقليب الحدقة ونحوه. "الأربعين "للرازي (ص: ٢٠١، ٢٠٢).
(٦) قال صاحب العقيدة الطحاوية (ص: ٣٠٥): فإن تعدى ب (إلى) فمعناه: المعاينة بالأبصار، فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر