للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجواب الثامن: أن الاستثناء راجع إلى أهل الإيمان، أي إلا ما شاء الله من خروج الموحدين (١).

ويجاب عن الجواب الأول: بأن ظاهرة الآية أن الاستثناء بعد دخولهم النار، وبعد لبثهم فيها مدة تتصف بالخلود، لأن الخلود هو اللبث الطويل، كما تقرر في كتب اللغة (٢)، وهم في وقت المحاسبة لم يكونوا قد دخلوا النار، والحمل على الانقطاع خلاف الظاهر.

ويجاب عن الجواب الثاني: بأن المراد بعذاب النار الوارد في الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية هو العذاب. مما فيها من أنواع العذاب، لا. مجرد الإحراق بالنار فقط، فإن النار اسم للدار التي يكون فيها تعذيب العصاه كما أن الجنة اسم للدار التي كون فيها تنعيم أهل الطاعة، فالمعذب بالزمهرير هو في عذاب النار، أي في عذاب الدار التي يقال إلا النار، فلا يصح أن يكون المراد بالاستثناء عذاب الزمهرير.

ويجاب عن الجواب الثالث. ممثل ما أجبنا به عن الجواب الأول.

ويجاب عن الجواب الرابع بأنه خروج عن مقصود الآية، ورجوع إلى مسألة أخرى هما استيفاء الأجل المضروب للأحياء، واحترامه، وذلك غير ما سيق له الكلام القرآني، ورجوع إلى الكلام الواقع من الكفار بعد أن تعقبه الجواب عليهم بقوله: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ} (٣)


(١) انظر فتح القدير (٢/ ٥٣٧) و" الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي (٩/ ٩٩)
(٢) انظر لسان العرب (١٢/ ٢١٩ - ٢٢٠) وقال الأصفهاني في "المفردات" (ص: ٧٣٣): لبث بالمكان: إقام به ملازما له.
(٣) الأنعام:١٢٨