للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقطرة، وقصر همه على الاشتغال، بمختصر من مختصرات كتبهم فلم يحظ من غيره بنظرة، فحصل بسبب ذلك الخبط والخلط من الجم الغفير، ونسب إلى أهل البيت من المسائل ما يخالف قول كبيرهم والصغير. وكان من جملة ذلك مسألة تعظيم القرابة للصحابة، فإن كثيرا من الغافلين عن العلوم يتجاري على ثلث أعراض جماعة من أبر خير القرون (١)، فإذا عوتب في ذلك قال: هذا مذهب أمل البيت وذلك فرية، صانهم الله، فإنهم عند من له أدنى إلمام. مذاهبهم مبرؤون عن هذه الخصلة الشنيعة. فأحببت بيان مذاهبهم في هذه المسألة بخصوصها؟ لأنها هي التي ورد فيها السؤال من بعض أهل العلم، ليستدل بذلك على صحة ما ذكرنا من اندراس معاهد علومهم الشريفة في هذه الأزمنة.

وقد اقتصرت على مقدار يسير من نصوصهم، لأن الإكثار من دواعي الإملال، ولم اشتغل بإيراد الأداة، لأن غرض السائل ليس إلا بيان ما يذهبون إليه في ذلك، فأقول.

قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة، وتحريم التكفير


(١) أخرج البخاري في صحيحة رقم (٢٦٥٢) ومسلم رقم (٢٥٣٣) من حديث عبد الله بن مسعود. رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: خير الناس قربى، ثم الذين يلوهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته.
وأخرج مسلم في صحيحة رقم (٢٥٣٤) من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خر أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ". والله وأعلم أذكر الثالث أما لا قال: " ثم يخلف قوم يحبون السمانة. يشهون قبل أن يستشهدوا ".
وأخرج مسلم في صحيحة رقم (٢٥٣٦) عن عائشة قالت: سأل رجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي الناس خير؟ قال: " القرن الذي أنا فيه ثم الثاني، ثم الثالث ".
وأخرجه البخاري رقم (٢٦٥١) ومسلم رقم (٢٥٣٥) من حديث عمران بن حصين بلفظ " خيركم