للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال في " البستان " (١): " قال عليه السلام- يعني: الإمام يحي-: لا من يفسق الصحابة، فهو فاسق تأويل، لأنه اعتقد ذلك لشبهة طرأت عليه، وهو تقدمهم على أمير المؤمنين، فلا تصح الصلاة خلف من يسبهم لأنه جرأة على الله، واعتداء عليهم، مع القطع بتقدم إيمانهم، واختصاصهم بالصحبة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والفضائل الجمة، وكثرة الثناء عليهم من الله سبحانه ومن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكثر الأئمة وعلماء الأمة، ولا دليل قاطع على كفرهم ولا فسقهم، فأما مطلق الخطأ، فهو- وإن قطع به- لا يكون كفرا ولا فسقا، إذ لا بد فيهما من دليل قطعي شرعي، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يؤمنكم ذو جرأة لي دينه " (٢)، وأي جرأة أعظم من اعتقاد هلاك من له الفضل والسبق إلي الإسلام


(١) البستان في شرح البيان.
تأليف: القاضي محمد بن أحمد المظفر الحمدي ٩٢٥.
شرح على كتاب " النبيان لشافي المنتزع من البرهان " لجده يحي بن أحمد الحميدي فذكر فيه أدلة المذاهب ووجه المسألة وعلتها.
اسمه الكامل " البستان الجامع للفواكه الحسان المثمر للياقوت والمرجان الناطق بحجج النبيان من السنة والقرآن.
مؤلفات الزيدية (١/ ٢٠٧).
(٢) قال القاضي حسين في " شفاء الأوام " (١/ ٣٣٥): (خبر) وعن على عليه السلام قال أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي بني مجمم ذكره القاضي زيد وهو الذي ذكره في " المنتخب " وروى المؤيد بالله مجمم فقال: " من يؤمكم؟ فقالوا فلان، قال: لا يؤمكم ذو جرأة في دينه " ورواية المؤيد بالله ذو جرأة في دينه اهـ.
وقال محمد بن يحي بهران الصعدي في كتاب "جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار " (١/ ٣١٢): (قوله) لا يؤمنكم الخ.
روى عن على عليه السلام أنه قال: " أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي بني مجمم، يحمحم فقال: من يؤمكم؟
قالوا فلان. قال: لا يؤمكم ذو جرأة في دينه ".
وقال: حكاه في الشفاء.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار (٣/ ١٦٣) عن هدا الحديث قد ثبت في كتب جماعة من أئمة أهل البيت: كأحمد بن عيسى والمؤيد بالله، وأبي طالب وأحمد ابن سليمان والأمير الحسين وغرهم عن على مرفوعا. وقد ضعفه الصنعاني في سبل السلام (٣/ ٩٩بتحفيقى) ط ١.